الأمهات البحرينيات واعيات وسبّاقات لكل جديد يخدم أطفالهن
كوثر جاسم: “ثقوا بقدرات أطفالكن وأتيحوا لهم فرصة التجربة من غير خوف”
يعد فن تشكيل الطعام من الفنون الجديدة على الساحة، وقد تكون من الفنون القليلة التي يمارسها البعض، فقد اعتدنا على تزيين الكعك أو قطع الكوكيز اللذيذة، ولكن كيف لقطعة ”بانكيك“ أن تتحوّل إلى رجل ثلج، أو لحبات رمان أحمر أن تصبح شجرة مزهرة.. “مسافات البلاد” كان لها حوار شيق مع فنانة الطعام في البحرين كوثر جاسم:
كيف عرفت هذا الفن وهو من الفنون الجديدة؟
بالصدفة وأنا أتصفّح الإنترنت، لفت انتباهي جماله وفكرته الرائعة في المزج بين الرسم والطبخ وتقديم الأطباق بشكل لوحة فنية وبما انّي أحب الطبخ والرسم وقعت في غرامه من النظرة الأولى.
هذا النوع من الفن موجّه للجميع، ولكل من يحب أن يضفي على أطباقه جمالاً خاصًّا وعلى هذا الأساس بدأتُ بهذا الفن، لكن كوني أمَّا رأيتُ أثر هذه الأطباق على أطفالي، حيث أثارت دهشتهم وفضولهم لتذوقها أو المشاركة في صنعها، واستطعت عبرها أن أجعلهم أكثر تقبلاً للأطعمة التي كانوا يرفضون تناولها، مما فتح لي باب تقديمه للأطفال بشكل خاص خاصة أن الكثير من الأمهات يعانين من صعوبة إقناع الأطفال بتناول الطعام بشكل عام وتناول الطعام الصحي بشكل خاص، مقتنعةً بذلك كامل الاقتناع بعد العديد من التجارب مع الأطفال أن هذا النوع من الفن يعزّز الكثير من الأمور لدى الطفل بشكل إيجابي .
صف لنا تجربتك في المشاركة في برنامج صيف البحرين؟
كانت تجربة ممتعة جدًّا، أتاحت لي تقديم هذا الفن لشريحة أوسع من الجمهور وساعدتني على إيصال فكرتي بشكل أشمل والوقوف أمام الكاميرا بشكل مباشر والتحدث عن فن تشكيل الطعام هو تحد رائع أعتز به كثيرًا شاكرةً لتلفزيون البحرين اهتمامهم ورعايتهم الكريمة.
ما الهدف من استخدام عنصر البساطة في تزيين وتقديم الأطعمة؟
يكمن الجمال في البساطة باختصار وأحاول جاهدة تقديم الوصفات وتزيينها بطريقة بسيطة لتكون أيضًا في متناول جميع الأمهات وترغب الكثير من الأمهات بتقديم الأطباق الجميلة لأطفالهن، لكنهن قد يصطدمن بعوائق منها ضيق الوقت أو قلة خبرتهن في هذا المجال أو تخوفهن من عدم الإتقان بالشكل المطلوب، وهنا يأتي دوري في تبسيط هذا الفن ليكون متاحًا للأم والطفل على حد سواء،
حيث إنّ من أهم أهدافي حاليًّا في تقديم هذا الفن هو تمكين الطفل أيضًا من خوض تجربة الطبخ وممارستها ولو بين حين وآخر وهذا لن يكون سهلاً في حال كانت الوصفات والأشكال معقدة أو طويلة.
من الذي أشعل فيك الرغبة اتجاهه؟
لا شيء يشعل في الإنسان الرغبة سوى الشغف، الشغف بالجمال، الشغف بتجربة الجديد، الشغف بتقديم شيء ذي قيمة، التلذذ بالفن له طعم خاص يغذيني دائمًا وبهجة الأطفال وردود أفعالهم الجميلة تدفعني للمضي قدمًا نحو المزيد.
ما الخطوات التي يجب على الهواة اتباعها من أجل تنمية مواهبهم فيه؟
خوض التجربة ولا تنظر للشيء الجميل على أنه جميل فقط، ارمِ بنفسك نحو الجمال ومارسه وتقبّل تعثّرك فيه في البداية أو بعض الأحيان، اطّلع على الجديد في هذا المجال دائمًا والنقطة المهمة استمتع بكل لحظة فيه.
كيف وجدت إقبال المجتمع على هذا الفن؟
مشجّع جدًّا، وشخصيًّا أستمتع يوميًّا باستقبال العديد من التطبيقات الجميلة من قبل الأمهات والأطفال، وأهتم أكثر بالتحدث مع الأمهات ومعرفة ما يحتاجونه في هذا المجال والإجابة عن استفساراتهن. قدمت الكثير من الورش لمست من خلالها مدى استمتاع الطفل بالطبخ وإعداد الطعام، خاصة عند ربط فن تشكيل الطعام بقصة معينة يعيش أجواءها الطفل ويطبق بخياله لاحقًا طبقه الخاص. كنت وما أزال أقول إنّ الأمهات البحرينيات واعيات وسبّاقات لكل جديدٍ يخدم أطفالهن، وهن بالمناسبة مبدعات جدًّا في تطبيقاتهن.
ما النصيحة التي توجهينها إلى محبي هذا النوع من الفنون؟
الاطلاع الدائم، التجربة الدائمة والاستمتاع.
ما النصيحة التي توجهينها للأمهات لتعليم أطفالهم هذا الفن؟
ثقوا بقدرات أطفالكن وأتيحوا لهم فرصة التجربة من غير خوف، وعزّزوا ثقتهم بتجربة الجديد والمفيد دائمًا. الطبخ وفن تشكيل الطعام يعزّز ثقة الطفل بنفسه ويساعده على التفكير الإبداعي، كما أنه يشجّعه على تناول الطعام الصحي بطريقة جميلة ومحببة. وبالمناسبة فإن هذا النشاط ممتع للأم والطفل في نفس الوقت ومعزّز لعلاقتهما معًا، فشطيرة جبن صغيرة على شكل وجه مبتسم قد يكون أثرها مبهجًا لجميع أفراد الأسرة.