العدد 4416
الإثنين 16 نوفمبر 2020
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
عندما يرحل الأمير الوالد
الإثنين 16 نوفمبر 2020

للرحيل مرارة وحزن وألم لا يمكن تحمله وتصوره، خصوصا إن كان الراحل له من المكانة والمحبة والمعزة العظيمة في قلوب محبيه، وقد رحل عن أهل البحرين وأهل الخليج الوالد والرمز الخليجي العربي المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، بعد مسيرة بحرينية وخليجية وعربية عظيمة، ستظل محفورة بذاكرة كل من عرف وأحب هذا القائد، وستبقى بقلوب أهل البحرين والخليج.

نعلم مدى حزن أهل البحرين على فقيدهم العظيم، ونعلم مدى الأسى الذي يشعرون به لرحيل هذا الوالد العظيم، ونعلم أيضا مدى تأثير الراحل على قلوب ونفوس أهل البحرين، لكنّ عزاءنا أن مدرسة الأمير خليفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية ستبقى راسخة وخالدة في مملكة البحرين، وستكون نبراسا وخارطة طريق للأجيال التي ستنهض بالبحرين للتطور والتقدم والازدهار، وهذا ما نراهن عليه من قدرة أهل البحرين على النهل من مبادئ هذه المدرسة التي يفتخر بها أهل البحرين، لأنها مدرسة شاملة وجامعة لكل المجالات والميادين والحقول وأسس وثوابت الحكم والحياة على أرض البحرين الكريمة.

إن رحيل المغفور له الأمير خليفة خسارة كبيرة لأهل البحرين، وخسارة أيضا للخليجيين، وبالتحديد للسياسة الخليجية، فهو من مؤسسي مدرسة الوحدة الخليجية، وعاصر ما قبل بدايات اللبنة الأولى لمسيرة مجلس التعاون، وساهم مساهمة عظيمة في وضع أسس ومرتكزات هذه السياسة الموحدة مع إخوانه زعماء وقادة دول الخليج، رحم الله من رحل وأطال الله عمر من بقي.

إن فقدان المغفور له الأمير خليفة بن سلمان أمر أكثر من محزن، لكن من واجب أهل البحرين أن يشعروا بأن المغفور له مازال حيا بينهم، وذلك من خلال المضي على نهجه وأسلوبه وتطبيق كلماته ونصائحه التي كان يقولها بالمحافل والمناسبات والتجمعات بين أبنائه من أهل البحرين، فالعلاقة الأبوية بين المغفور له وبين أبنائه من شعب البحرين علاقة متميزة وعظيمة، ونشهد نحن الخليجيون بذلك الأمر لأننا لامسناه على مدى عقود وسنوات، والآن لا نملك إلا أن نقول: عظم الله أجركم يا أهل البحرين.. وأحسن الله عزاءكم بفقيدكم وفقيد أهل الخليج.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية