العدد 4414
السبت 14 نوفمبر 2020
banner
وداعا رجل الدولة الحديثة
السبت 14 نوفمبر 2020

بوفاة سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه يكون بذلك ثالث شخصية قيادية في مجلس التعاون الخليجي تغادر دنيانا خلال العام الجاري يرتبط اسمها ببناء الدولة الحديثة بعد رحيل كل من قابوس بن سعيد سلطان عُمان وصباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.

في ظهيرة الأربعاء الماضي؛ قبل يوم واحد من وفاة الفقيد كنت على موعد مع صديق من قدامى حياتنا الطلابية الجامعية بالقاهرة ليسلمني كتيباً رثائياً عن الصديق الفنان الراحل سلمان زيمان، وخلال لقائنا تجاذبنا الحديث عن المرحلة التي شهدت تأسيس سفارتنا أوائل سبعينات القرن الماضي حيث كان الأستاذ تقي البحارنة أول سفير غداة استقلال البلاد، ثم أعقبه الشخصية الوطنية البحرينية المعروفة المرحوم الأستاذ عبدالعزيز الشملان.

روى لي محدثي كيف كان الأستاذ البحارنة منفتحاً على قدامى رابطة طلبة البحرين في القاهرة بمشاورتهم فيما يعرفونه من سُبل تسيير بعض الأمور المتعلقة بقضايا ومصالح المقيمين البحرينيين الطارئة في العاصمة المصرية، ولم يكن البحارنة سوى واحد من رجالات الاستقلال الأوائل الأكفاء الذين حظوا بثقة سمو رئيس الوزراء الأمير الراحل؛ فأي متصفح في وجوه وسير رجالات تلك المرحلة يلمس ما يتمتعون به من خبرة وكفاءة في حقل مناصبهم التنفيذية، وهذا ما يعكس عناية سموه في اختيارهم ليكونوا خير تمثيل للدولة الفتية الجديدة، ولم تكن تلك السمة الوحيدة التي حرص عليها الأمير الراحل بمعية شقيقه أمير البلاد المرحوم الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طوال ما يقرب من ثلاثة عقود من تأسيس الدولة، بل كانت إلى جانبها ركيزة أخرى لا تقل عنها أهمية وتتمثل في الحرص على أن تكون التعيينات في المناصب التنفيذية والإدارية معبرة بدقة عن النسيج الوطني.

تغمد الله الفقيد الراحل الأمير خليفة بواسع رحمته وألهم ذويه الصبر والسلوان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .