العدد 4414
السبت 14 نوفمبر 2020
banner
الأمير خليفة بن سلمان سيبقى خالدا في قلب كل إنسان
السبت 14 نوفمبر 2020

رغم الكم الهائل من الكلمات والعبارات والسيل المتدفق من المواقف والأحداث التي يمكن أن تقال عند الحديث عن حق القائد الكبير المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه بعد مسيرة هي نموذج للتفاني والإخلاص والبذل والعطاء بعد أن أفنى سنوات عمره في خدمة البحرين وشعبها وقاد مسيرتها التنموية متحديا كل الصعاب ومواجهًا كل المخاطر بحسم وحكمة ومهارة، فعبد للبلاد طريقها نحو الرخاء والازدهار في شتى المجالات، إلا أن القلم يكاد يتحجر في يدي من هول هذا المصاب ووقع حزن سماع خبر رحيله عن دنيانا.

ما يهوّن علينا هذا المصاب الجلل أنّ الراحل الكبير باقٍ بمآثره، ومواقفه الوطنية وحب الجميع له، وهو الحب الذي اتسع في مداه ليصل لكل خليجي وعربي ومسلم، بل وكل إنسان يعيش في هذا الكوكب، حيث امتدت عطاءات خليفة بن سلمان للإنسانية كلها لحرص سموه على التفاعل مع العالم وإنجاز مبادرات نوعية وعالمية في مجالات تمس حياة البشرية كلها، بل ونال سموه جوائز مرموقة من منظمات ومؤسسات إقليمية ودولية في شتى فروع التنمية وميادينها، حيث كان رحمه الله سباقًا في فكره ورؤاه، متقنًا في عمله وتنفيذه، مبدعًا في إنجازاته، محبًا في عطائه، وعاشقًا لكل ما يقربه من أهله وشعبه، وكل ذلك في ظل ما امتلكه سموه رحمه الله من خصال حميدة وسجايا قلما تتوفر في شخص أو مسؤول، لكن شهد بها وعرفها عن قرب كل من تعامل مع سموه أو حضر مجلسه الذي احتضن كل فئات المجتمع وكان بمثابة العائلة البحرينية الكبيرة التي تتجسد فيها كل صفات المجتمع من المحبة والاحترام والإخلاص والحرص على مصلحة الوطن والاجتهاد في طرح القضايا الهادفة والنقاش المثمر.

وإنه لمن دواعي افتخاري أن تشرفت بلقاءات عدة مع سمو الأمير خليفة بن سلمان سواء في مجلس سموه الأسبوعي أو في المناسبات المتفرقة التي لا يتسع المجال لذكرها، ولمست مدى شغف سموه في الاطمئنان على كل فرد والسؤال عن كل شخص والاستماع لكل صاحب رأي حتى ينتهي من رأيه بكل حرية وأريحية، كما كنت ممن حظي بدعم سموه رحمه الله، ولا يمكن أن أنسى مدى اهتمام ومتابعة سموه ودعمه لي عندما كنت مسؤولا بطيران الخليج، وحرص سموه رحمه الله على تشريفنا بافتتاح مبنى جديد للشركة ليمدنا بأفكاره النيرة التي ترسم طريق النجاح، وأنا على ثقة بأن الكثيرين مثلي لديهم مثل هذه المواقف والذكريات التي تجسد مدى نبل وعطاء وحب خليفة بن سلمان للخير ومد العون للجميع، وهو ما جعله محبوبًا من الجميع، بل ومصدر بهجتهم وسعادتهم ومحل ثقتهم واطمئنانهم، فخليفة بن سلمان لا يمكن أن ينساه أحد لأنه كان محبا للجميع، فكان سموه إذا قام بزيارة لأية منطقة تشعر وكأنه ابن لها، وهو ما يجسد حالة خاصة من الحب والاحترام المتبادل والوفاء والعطاء من هذا الأمير الإنسان.

إن سيرة ومسيرة الأمير خليفة بن سلمان جديرة بأن يتم تدريسها في مدارسنا وجامعاتنا، ففيها من الصفات والخصال ما يسهم في تنشئة الأجيال تنشئة سليمة، وفيها من الحكمة والجودة والبراعة والإتقان ما يعين الشباب على النجاح في كل مجالات وميادين الحياة كالإدارة والاقتصاد والسياسة والأمن وغيرها من المجالات.

إن تدوين تلك السيرة العطرة والمسيرة الخالدة في مناهجنا سيبقيها في ذاكرة الشعب للأبد، ويجعلها متاحة للدارسين كي تستفيد الأجيال القادمة منها. فرحم الله الأمير خليفة بن سلمان وأسكنه فسيح جناته.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .