العدد 4408
الأحد 08 نوفمبر 2020
banner
أصوات الجاليات المسلمة في انتخابات الرئاسة الأميركية
الأحد 08 نوفمبر 2020

للعرب والمسلمين الذين يحملون الجنسية الأميركية دور مؤثر في انتخابات الرئاسة الأميركية، وأصواتهم دائما تزيد من فرص نجاح المرشح الديمقراطي أو الجمهوري، وقد بذل الرؤساء الأميركيون جهودا طوال العقود الماضية في التقرب والتودد من الجاليات المسلمة الأميركية وتذليل الصعاب أمامهم، وذلك لمعرفتهم بالفائض الربحي الذي سيأتي من أصواتهم في الانتخابات، وحسب بعض التصريحات الإعلامية، فالتقديرات تشير إلى أن 69 بالمئة من العرب والمسلمين الأميركان صوتوا للديمقراطي جو بايدن بسبب تعهده بإدخال المسلمين في إداراته حال فوزه، وربما لأشياء ومواقف وقرارات أخرى حركت ودفعتهم لاختيار بطاقة المرشح الديمقراطي جو بايدن.

لكن عودة إلى التاريخ وحسب ما ذكر الكاتب “دكستر بركنس”، فإن أميركا معروفة بسياسة يطلق عليها “سياسة العواطف أو طريق الميول الدينية”، فمثلا لسنوات كان المواطن الأميركي من أصل أيرلندي يكره بريطانيا، وكان لذلك تأثير معين على السياسة كما حدث مثلا فيما يتصل بالمعاهدات الأميركية البريطانية بشأن التحكيم في عام 1897، وفي فترة الحرب العالمية الأولى، وفي المناقشات حول معاهدة فرساي، كان يميل الأميركيون الذين هم من أصل ألماني إلى العطف على الدول الوسطى، وكانت سياسة حكيمة من جانب الرئيس ولسن آنذاك، إذ أخذ ذلك في الاعتبار واهتم بتوضيح المشكلة قبل دخول الولايات المتحدة المعركة.

أما الأميركيون المنحدرون من أصل بولندي فكان طبيعيا أن ينتقدوا أية سياسة للمهادنة مع روسيا، ولو رجعنا إلى مجال الديانة، فإن المواطنين الأميركيين الكاثوليك كانوا أكثر عطفا بوجه عام على الجنرال فرانكو من مجموعة الشعب الأميركي، وكانوا يشعرون شعورا عدائيا قويا للشيوعية التي وضعتهم في مقدمة أعداء الكرملين.

 

بصورة عامة، إن رجال الكونغرس هم وحدهم يضعون هذه المشاعر والاتجاهات محل الاعتبار، وإن الوصول إلى مشاعر هذه المجموعات المختلفة والخطب التي يلقيها الساسة تجاوبا معها، من العوامل التي تؤدي غالبا إلى ارتباك أولئك الذين يتولون تنفيذ السياسة وهي غالبا ما يساء فهمها في الخارج، وتبقى كلمة العرب والمسلمين الذين يحملون الجنسية الأميركية كعزم النسور الكواسر في الانتخابات الأميركية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية