العدد 4406
الجمعة 06 نوفمبر 2020
banner
الصحف والمجلات العربية مزقت خيوط الشعر
الجمعة 06 نوفمبر 2020

الشعر متشابه الميلاد للشعوب، ومتشابه المكانة بين الفنون تاريخيا، فهو أول نشاط فني وعمل جمالي لجأ إليه الإنسان للتعبير الناطق، فكان بذلك أساس الثقافات الفنية، فهو لا يتطلب أكثر من قلب حنون وعاطفة مستجيبة وإنسان موهوب، ومن يعود إلى الوراء وتحديدا في الستينات والسبعينات، يشاهد اهتماما بالغا من قبل الصحف والمجلات بالمواهب الشعرية المبتدئة في معظم الدول والمجتمعات العربية، بما فيها مجتمعنا البحريني، لكن اليوم وكما هو واضح لا تهتم الصحف بالشعر اهتماما كبيرا ولا تفتح الطريق أمام المبتدئ لنشر قصائده ولو في مساحات ضئيلة من الممكن الاستفادة منها بدل حشوها بسموم هذا العصر.

الشاعر بحاجة إلى طريق ينفذ من خلاله شعره المبكر، غير وسائل التواصل الاجتماعي، إنه يتوق إلى قراءة قصائده وهي مطبوعة في المجلة أو الجريدة، لأن المرء حين يرى عمله الأول منشورا في مجلة، يتعلم دروسا ثمينة، وأحيانا مفزعة، الشاعر المبتدئ يريد أن يشعر بأن بينه وبين جمهوره صلة ما، أن شعره لم يصل بعد إلى هذه المرحلة التي تتاح له فيها فرصة عرض أصول القصائد على الناشرين، وحتى لو وصل شعره إلى هذه المرحلة فإن الناشر لا يتلهف لنشر أولى الثمرات المجهولة لشاعر مجهول، اللهم إلا إذا كانت هذه الثمرة من الروعة بحيث تستحق كل تقدير، وفي هذه الحالة يضطر الناشر إلى طبعها، غير أن معظم الشعراء المبتدئين لا يتمتعون بهذه الملكات الفائقة، لكن يجب عليهم أن يبدأوا ويستعدوا للظهور.

لا أعلم ولكنني أشعر أن معظم الصحف والمجلات العربية وبميزانيتها مزقت خيوط حركة الشعر وابتعدت عن خلق الأجواء التي يتنفس فيها الشعراء الشباب عبر نشر نتاجهم، ولم تعد هناك رغبة في تمجيد الشعر والشعراء كما كان الأمر في ذلك الزمان، فقد أصبح مقياس الرقي اليوم تحجيم ديوان العرب ولسانهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .