صرح وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني المهندس عصام بن عبدالله خلف بأن الوزارة انتهت من المرحلة الأخيرة من دفع بلاطات الجسر على تقاطع شارع الشيخ خليفة بن سلمان مع شارع الشيخ عيسى بن سلمان (تقاطع سار)، والذي يعتبر أول مشروع في مملكة البحرين يتم إنشاءه بتقنية الدفع التدريجي دون الحاجة إلى غلق مسارات الشوارع او ارباك للحركة المرورية في المنطقة وقد استغرقت مدة انشائه 8 أشهر حيث بدء العمل في فبراير الماضي.

ويعتبر المشروع أحد أهم المشاريع الاستراتيجية في المملكة، والمتضمن إنشاء جسر علوي جديد ذي مسارين بطول ٥٠٠ متر (نصف كيلومتر)، لنقل الحركة المرورية بشكل حر دون توقف على شارع الشيخ خليفة بن سلمان مباشرة باتجاه الشرق إلى شارع الشيخ عيسى بن سلمان.

وأشار سعادة الوزير الى  أن من محاسن هذه التقنية المتبعة في عملية انشاء الجسر  هو عملية التحرر من الاغلاقات المرورية، حيث تتم عملية دفع الخرسانة من منطقة الصب والتجهيز دون الحاجة لدعامات في الأسفل، دون أن تؤثر بأي شكل من الأشكال على الحركة المرورية أسفل الجسر، ويتم ربط القطع المتتالية باستخدام أسلاك خاصة يتم شدها على الموقع، فتعمل القطع جميعها كوحدة متكاملة ومتماسكة، كما أن هذه الطريقة توفر فرصة أكبر لرفع مستوى الجودة، والإبقاء على  انسيابية الحركة المرورية دون أي تحويلات على شارعين يعتبران الأهم على شبكة الطرق في المملكة.

وتعتمد هذه التقنية على الصب المسبق للخرسانة، فيتم البدء بصب أجزاء الجسر بمنطقة عمل تحضيرية ويتم إعدادها عند بداية الجسر، ويتم فيها صب القطع وفق ظروف معينة مع توفير العناصر اللازمة لإنتاج خرسانة قوية ومتينة وذات جودة عالية وتتم هذه العملية في ثلاث مراحل متزامنة، وهي مرحلة شد القضبان الحديدية ومرحلة الصبة الأولى للخرسانة ومرحلة الصبة النهائية للخرسانة، ومن ثم تبدء عملية الدفع أعلى الجسر ويقوم بها مهندسون وفنيون في أعلى الجسر من منصة الصب والتجهيز ومن هناك تبدأ عملية الدفع باتجاه الجهة الأخرى من الجسر دون الحاجة لدعامات مؤقتة من الأسفل، مع العلم أن عملية الدفع الواحدة تمتد لطول يتراوح بين 18 و 24 متر، ويتم العمل على الدفعة الواحدة نحو 8 أيام، فيما تستغرق الدفعة الواحدة 4-6 ساعات.

وتتمثل الأعمال المتبقية للجسر في أعمال الصباغة والحماية من الرطوبة، وضع طبقات الأسفلت واستكمال أعمال الطرق المتعلقة بالجسر والتي ستنتهي مع انتهاء جميع الاعمال التكميلية في أعلى بلاطات الجسر، بالإضافة إلى فواصل التمدد والحواجز الجانبية.

الجدير بالذكر أن الطاقة الاستيعابية للجسر الجديد بعد افتتاحه أمام الحركة المرورية ستبلغ نحو 3600 مركبة في الساعة (ما يقدر بنحو 45 ألف مركبة في اليوم)، ويستغرق دقيقة واحدة تقريباً للوصول الى مدينة عيسى، في حين يستغرق زمن الوصول الى مدينة عيسى من منعطف سار 7 إلى 8 دقائق، علماً بأن الطاقة الاستيعابية للمنحدر الحالي هي 900 مركبة في الساعة (17,300 مركبة في اليوم)، وحجم المرور على المنحدر يفوق 5,000 مركبة في الساعة (96,000 مركبة في اليوم) أي أن حجم المرور المستخدم للمنحدر يفوق خمسة أضعاف طاقته الاستيعابية.

وقد تمت ترسية المشروع من قبل مجلس المناقصات والمزايدات على السادة/ تحالف شركة الغانم للمقاولات وشركة الفهد للمقاولات بتكلفة إجمالية تبلغ 20.171.345 دينار (عشرون مليوناً ومائة وواحد وسبعون ألفاً وثلاثمائة وخمسة وأربعون ديناراً) بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية.