لقد قامت هيئة البحرين للسياحة والمعارض في 27 سبتمبر 2018، بافتتاح كلية فتيل الفرنسية للضيافة في منطقة الجسرة، وهي تستوعب سنويا نحو 30 طالبا بحرينيا من خريجي الثانوية العامة، ومن المؤمل أن تقوم هذه الكلية برفد احتياجات سوق الضيافة بالمهن الفندقية ذات الكفاءة العالية.

ويعزف بعض الشباب عن العمل في مهن السياحة والضيافة فهي من وجهة نظرهم تنتقص من المكانة الاجتماعية للفرد! ويفضل البعض أن يجلس في منزله بدلا من العمل في هذه الوظائف. إن التغيير يتطلب حملة من التوعية الجدية، وزيادة الاحترام لهذه الوظائف في ثقافتنا الشعبية، وعدم الدعاية عن طريق قصص النجاح أو الإعلانات التلفزيونية، فهذه وسائل أثبتت عدم تمكنها من تحقيق أي شيء ملموس، والطرح الآخر هو تدني معدلات أجور العاملين في قطاع السياحة والضيافة، لاسيما المبتدئين، والسؤال، هل نستطيع تقديم حملة توعوية شاملة تخاطب الجمهور بطريقة يتفهمها؟ مع العلم أن تاريخ البحرين حافل بشخصيات امتهنت السياحة والضيافة وتركت وراءها إرثا غنيا، وغالبيتهم تدرجوا في هذه المناصب من بداياتها إلى أن وصلوا إلى قمة الهرم، نذكر منهم محمد بوزيزي وهو أول مدير فندق دولي في البحرين، تدرج بالمناصب الفندقية المتواضعة إلى أن أصبح مديرا عاما لأحد فنادق البحرين ذات الخمس نجوم، وعقيل رئيس الذي تدرج أيضا في المناصب الفندقية إلى أن بلغ منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة فنادق الخليج، وعبدالرحمن مرشد الذي أصبح رئيسا تنفيذيا لشركة الفنادق الوطنية في البحرين، وعبدالنبي الديلمي الذي أصبح الرئيس التنفيذي لإدارة شركة البحرين للسياحة، والدكتور كاظم رجب الذي استلم الوكيل المساعد لشؤون السياحة في الفترة 1998 - 2005، واليوم هو رئيس مجلس إدارة شركة الجزيرة للسياحة، وعبدالرحيم السيد يشغل اليوم المدير العام لفندق الجولدن توليب، وأشخاص كثيرون وضعوا بصماتهم في مجال صناعة السياحة والضيافة في البحرين لا يتسع المجال لذكرهم.

القضية شائكة ولكنها قابلة للحل؛ المشكلة ليست في آلاف الوظائف الضائعة عن البحرينيين، لكن في الأموال التي تخرج من البحرين في صورة تحويلات مالية صعبة، وهذه الأموال لو بقيت في البلد لدخلت عجلة التطور الاقتصادي بصورة منتجة ومضاعفة، لا بل ستساهم أيضا في قوة الدينار البحريني.