العدد 4406
الجمعة 06 نوفمبر 2020
banner
العامل البحريني محور التنمية السياحية المستدامة (1)
الجمعة 06 نوفمبر 2020

إن قطاع السياحة من القطاعات الاقتصادية المهمة في البحرين، ويمكن للسياحة أن تحدث تطورا اجتماعيا واقتصاديا وبيئيا ملموسا؛ إذا ما تم التخطيط لها بالشكل المناسب، فالسائح يريد أن يزور قلعة البحرين والمتحف الوطني والفورمولا ومحمية العرين وقلعة عراد ومراكز التسوق، ويهمه أن يجد أمامه مجموعة من الخدمات السياحية من فنادق ومطاعم واستراحات وأماكن تسوق تلبي كل أذواق السياح على اختلاف مستوياتهم.

إن تطور السياحة في البحرين لا يقاس بعدد السياح القادمين إلى البحرين أو بحجم الدخل السياحي فحسب، إنما من خلال مؤشرات اقتصادية أخرى من أهمها نسبة انخراط البحرينيين في العمل السياحي، حيث إن هذه النسبة لا تزال متواضعة.

بعد تخرجه من الكلية العليا للإدارة توجه الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك إلى الولايات المتحدة، ولأنه لا يمتلك مصاريف الدراسة، توجه للعمل في المطاعم، شيراك لم يكن طاهيا، فهذه مهمة تحتاج إلى خبرة، ولم يكن نادلا، لأنه لا يتحدث الإنجليزية بلكنة سليمة، وكان الحل أن يعمل في غسيل الأطباق وتنظيف المطبخ، ولعله افتخر بها أكثر من مرة خلال مراحل حياته السياسية والمدنية.

مناسبة الحديث أن لدينا في البحرين نحو خمسة عشر ألف وظيفة في قطاع السياحة والضيافة، لا تجد من يشغلها من البحرينيين، فالشباب يعزف عن هذه المهن، وذلك لأسباب اجتماعية أو اقتصادية، وحتى لو التحق أحد الشباب بالقطاع السياحي في الفنادق والمطاعم، فإنه يكون في إطار عملية بحثه عن فرصة أفضل، وبعد ذلك لا يجد غضاضة من التضحية براتب جيد يحمل آفاقا متواصلة للزيادة، ويمكن في المتوسط أن يتضاعف مرة كل ست أو سبع سنوات، ليصل إلى راتب لا يتجاوز نصف ما يحصل عليه في قطاع السياحة، وضحى به في سبيل الحصول على وظيفة حكومية أو في أحد البنوك مثلا.

إن المشكلة لا تتمثل بضآلة نسبة البحرينيين في المجال السياحي، إنما لنتمعن بالمهن التي يعملون بها، فهي لا تخرج عن مهن بسيطة مثل محاسب أو سائق، وكم كنا نتمنى أن تظهر مهن ذات مهنية سياحية وفندقية عالية، لكن هذه المهن تحتاج إلى علم وكفاءة وخبرة، وهنا نتساءل ما سر نجاح المطبخ اللبناني في الوطن العربي والعالم، ببساطة إبان الاستعمار الفرنسي للبنان، ابتعثت مجموعة من الشباب لتعلم فن الطبخ في فرنسا، وبعد سنوات عاد المبتعثون ومعهم نواة المطبخ اللبناني، نتمنى تبني ابتعاث مجموعة من الشباب البحريني ليتعلموا تخصصات مختلفة في المطاعم والفنادق والسياحة، وبصراحة بعد معايشة دامت نحو أكثر من عشرين عاما بيني وبين شباب البحرين وجدت فيهم كل الصفات التي يبحث عنها سوق العمل السياحي، وبالتدريب والتحفيز المتواصل من الممكن رفع كفاءاتهم وقدراتهم كي ينخرطوا بسوق العمل السياحي بكل حرفية واقتدار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية