العدد 4385
الجمعة 16 أكتوبر 2020
banner
حصاد نظام الملالي لأربعة عقود (1)
الجمعة 16 أكتوبر 2020

لو كانت الثروات والإمكانيات المادية والطبيعية المختلفة التي تمتلكها إيران موجودة في أية دولة حتى لو كان لها نظام سياسي تقليدي، فإن أوضاع تلك الدولة كانت ستكون على أحسن ما يرام كما كان شعبها يرفل بالمعيشة الهانئة وحياة حرة كريمة.

لكننا عندما نتفحص الأوضاع في إيران في ظل حكم نظام ولاية الفقيه الديكتاتوري وبعد أربعة عقود عجفاء من حكمه الظالم، فإننا نجد خرابا وجوعا وفقرا وحرمانا وتخلفا وقبل ذلك موتا ودمارا وظلما وقمعا ليس له حدود، وعندئذ تتوضح لنا صورة إيران بكل دقة في ظل هذا الحكم الديكتاتوري.

نظام الملالي ومنذ البداية أطلق الكثير من بالونات وفقاعات الشعارات الرنانة الطنانة بدعم المحرومين والمستضعفين والوقوف بوجه الطغاة، لكن وبعد أربعة عقود من حكمهم تبين أنهم أكبر وأقسى عدو للفقراء والمحرومين وألد أعداء الشعوب العربية والإسلامية بشكل خاص.

وإن كانوا مناصرين للنظم الديكتاتورية... فإنهم وبأنفسهم يمثلون أكبر قلعة للظلم والنموذج الأسوأ لأفظع نظام ديكتاتوري في العالم كله، وإن تلك الشعارات تبددت وانفجرت في الهواء كما تنفجر الفقاعات والبالونات. ذلك أن هذا النظام وقيم ومبادئ الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، نقيضان لا يمكن أن يلتقيا أبدا، وهذا هو مربط الفرس في الصراع المصيري القائم بينه وبين منظمة مجاهدي خلق منذ بدايات حكمه الأسود الذي رفضته منظمة مجاهدي خلق بكل قوة وأعلنت أنه امتداد أسوأ لنظام سيئ ولا يمكن أبدا أن يحقق آمال وطموحات الشعب الإيراني.

الصراع والمواجهة التي خاضتها وتخوضها مجاهدي خلق ضد نظام ولاية الفقيه أشبه ما تكون بالأسطورية، لاسيما إذا ما تتبعنا مساراتها ومراحلها المختلفة وروح المواجهة والتحدي والإصرار على مقارعة النظام لم يكن في الحقيقة طموحا وتطلعا للسلطة كما قد يتصور البعض، ذلك أن الذين يسعون للسلطة والجاه يحرصون على أنفسهم وسلامتهم ومصالحهم المختلفة، لكن المجاهدين الذين يحملون أرواحهم على أكفهم منذ عام 1965، والذين قدموا 120 ألف شهيد على ضريح النضال من أجل الحرية، وتحملوا ما لا يمكن وصفه من الأوضاع والمعاناة الاستثنائية، كل ذلك يؤكد أن مجاهدي خلق نمط ونوعية مميزة أخرى. “مجاهدين”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .