العدد 4368
الثلاثاء 29 سبتمبر 2020
banner
إيران... قلب الحقائق رأسًا على عقب (2)
الثلاثاء 29 سبتمبر 2020

يشير تقرير منظمة العفو الدولية الصادر بتاريخ 1 مايو 2020، إلى أن القوات الأمنية والقضائية الإيرانية عذَّبت المعتقلين خلال الاحتجاجات التي اجتاحت جميع أرجاء البلاد في نوفمبر 2019، ضربًا بالخراطيم والأنابيب والعصي وكابلات الكهرباء، فضلا عن الاعتداء عليهم جنسيًا.

وفي تقرير بعنوان “المولعون بسحق الإنسانية”، نشرت هذه المنظمة تفاصيل الاعتقالات والإدانات في أعقاب الاحتجاجات الشاملة في شهر نوفمبر 2019، وتفيد بأن السجناء تعرضوا للتعذيب الجسدي والجنسي بغية ترويعهم وإهانتهم وإجبارهم على الإدلاء باعترافات قسرية، ويشير هذا التقرير إلى أن الضحايا تعرضوا للضرب والإصابة باللكمات والركلات، والجلد بالسوط، وعلى رؤوسهم أكياس أو معصوبي العينين، وتم استخدام العصي والخراطيم المطاطية والهراوات والأسلاك لضرب المعتقلين.

كما أشارت منظمة العفو الدولية إلى حرمان المعتقلين من الماء والطعام الكافي، حيث يتم تعليقهم أو إجبارهم على الجلوس في أوضاع غير صحية مؤلمة لفترة طويلة وحرمانهم من الرعاية الطبية.

ووصف تقرير منظمة العفو الدولية الصادر في 31 يونيو 2020، الأوضاع في سجون إيران بأنها “قاسية وغير إنسانية”، وورد في جزء منه ما يلي “تتسم السجون في إيران بعدم توفير أجهزة تكييف الهواء المناسبة، وبالخدمات الطبية القذرة وغير الكافية، ونقص المرافق والمنظفات اللازمة لغسل الأطباق وملابس السجناء وغير ذلك من احتياجات النظافة الشخصية، وانخفاض ضغط المياه في مواسير الحمام، وانتشار التلوث بالحشرات، ونقص مياه الشرب، والطعام الرديء، والنقص الشديد في الأسرة ما يجبر السجناء على النوم على الأرض، واستخدام مادة واتكس لتطهير الأسطح، ما يؤدي إلى تفاقم سوء جودة الهواء وزيادة حالات السعال الحاد والإحساس بالألم وضيق القفص الصدري ونوبات الربو”.

ما تقدم مجرد جزء ضئيل من كثير، فالدعاية والشعوذة التي تم إضفاء الطابع المؤسسي عليها في نظام الحكم الفاشي في إيران تتستر على الحقائق ببساطة شديدة وتقلبها رأسًا على عقب في وضح النهار أمام أعين 80 مليون إيراني والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان، رغم كل الوثائق والشواهد التي لا يمكن إنكارها.

والجدير بالذكر أن مثل هذه الحالات من التشويه وتلفيق الأكاذيب وقلب الحقائق رأسًا على عقب في عصر انتشار الإنترنت وثورة المعلومات الرقمية، لا تخدع سوى مفبركيها وناسجيها، ومن الممكن تحديها في جزء من الثانية ببحث بسيط في الفضاء الإلكتروني. “مجاهدين”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية