العدد 4366
الأحد 27 سبتمبر 2020
banner
إيران... قلب الحقائق رأسًا على عقب (1)
الأحد 27 سبتمبر 2020

لا يقتصر تخطي حدود الوقاحة وإهانة الوعي البشري في عصر الوعي والتواصل؛ على موضوع روحاني المطنَّب في كلمته الافتراضية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ادعت وكالة “تسنيم” للأنباء في 23 سبتمبر 2020، قياسًا على تقرير بي.بي.سي حول الوضع في السجون الأميركية، أن الوضع في سجون ديكتاتورية الملالي جيد إلى حد بعيد، ويتم تقديم الطعام الصحي واللذيذ للسجناء.

وبغض النظر عن “الأخذ والعطاء” والمغازلة السياسية التي تبنتها وكالة “تسنيم” للأنباء التابعة لقوة القدس الإرهابية باللجوء إلى استخدام بوق الاستعمار الخرف، فإن ما يبدو مثيرًا للاشمئزاز تمامًا ويصدم القارئ من الوهلة الأولى، هو الإشادة بحراس السجون والجلادين وتقديسهم، والإشادة بالسجون القروسطائية لديكتاتورية دينية تمت إدانتها 66 مرة بسبب الانتهاكات الفادحة لحقوق الإنسان فقط.

والجدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة أصدرت كل عام قرارًا حول انتهاك حقوق الإنسان في إيران باستثناء عامين فقط خلال فترة حكم هذا النظام العار للبلاد حتى الآن، والجدير بالذكر أن ما يتسم به جميع الديكتاتوريين في العالم فإن ديكتاتورية الملالي وحدها متسمة بكلها، وإذا كانت الديكتاتوريات الأخرى لا شأن لها بالحريات المدنية والشخصية، فإن نظام حكم الملالي لم يترك مجالًا من مجالات حياة أبناء الوطن إلا وتدخل فيه ولوثه بنحس وجوده، ففي الواقع، حوّل نظام الحكم الفاشي هذا إيران برمتها إلى سجن كبير.

في كل ساعة يُسجن 50 شخصًا في إيران

أشار أحد التقديرات في عام 2018 إلى أن 50 شخصًا يُسجنون في سجون نظام الملالي كل ساعة، بمعنى أنه يُسجن 1200 شخص يوميًا بواقع 438,000 شخص سنويًا، والجدير بالذكر أن هذا العدد يعادل 5 في المئة من إجمالي عدد السكان في إيران، وبموجب هذا التقدير، فإنه من بين كل 200 شخص يُزج سنويًا بشخص واحد في زنزانة السجن. ولابد من الإشارة هنا إلى أن دوريات الحراسة الليلية اعتقلت 7000 شخص في غضون بضعة أيام أثناء أحداث انتفاضة نوفمبر 2019 فقط، وزجوا بهم في زنازين السجون، وفيما يتعلق بوضع احتجاز السجناء في إيران، كتب الموقع الإلكتروني الحكومي “كسترش” في 7 يناير 2020: “إن عدد المجرمين في إيران مرتفع جدًا، وعدد السجناء الثابت في السجون خلال السنوات القليلة الماضية يصل إلى حوالي 250,000 شخص، ويصل عدد السجناء المتناوبين في السجون إلى حوالي 700,000 شخص، وهذا العدد كبير جدًا. وإذا تقرر احتجازهم بالامتثال لمعايير السجانين، فيجب مضاعفة ميزانية بناء السجون في إيران ومرافقها بمقدار 8 مرات، وهذا أيضًا لا جدوي منه”. “مجاهدين”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .