العدد 4352
الأحد 13 سبتمبر 2020
banner
علم التوثيق
الأحد 13 سبتمبر 2020

يعد علم التوثيق أحد أهم العلوم التي تمارسها قلة من المتخصصين، ذلك أن التوثيق يغني عن الدوران في عجلة واحدة مرارا وتكرارا، فيسمح لنا بالاطلاع على تجارب الماضي والتعلم منها، أو أن نبني على ما تم التوصل إليه في أية قضية أو منحنى سواء علميا أو سياسيا أو حتى اقتصاديا، ومن متابعتي الحثيثة وجدت أن أغلب الشخصيات النظامية تملك ملفا خاصا بها يوثق أعمالها، ويسهل عليهم الرجوع إليه، كذلك حال الدول التي تمتلك دورا للعلوم والثقافة ولا يغيب عنها التوثيق أبدا، كرافد مهم يغذي شريان المعلومات دون ملل أو كلل.

حقيقة أستشعر أن هناك حاجة ماسة إلى زيادة ثقافة التوثيق والاهتمام بها، خصوصا مع وجود أجيال جديدة لديها مقومات وأدوات أسهل تساهم في علوم التوثيق والاستدلال، خصوصا أن التوثيق حاليا لا يحتاج إلى رفوف ضخمة تحوي الكثير من المجلدات، كل ما في الأمر هي ذاكرة في الهاتف النقال أو جهاز الحاسب الآلي لتوثيق ملايين المعلومات المهمة التي قد نحتاج للعودة إليها في أية أزمة قد تواجهنا أو أية معلومة مغايرة تطرق بابنا وتحتاج إلى مزيد من البحث والاستدلال عليها مما سبق توثيقه.

إلى فترة قريبة كان الأقرب إلى علم التوثيق هم المؤرخون وخصوصا السياسيون والذين عملوا على توثيق الشواهد والأحداث في كتب التاريخ وكانت المحطات التلفزيونية والقنوات الإخبارية تتهافت عليهم لتسجيل مواقفهم كشواهد على عصور مضت، إلا أن الحال تغير حاليا مع تطور الهاتف النقال وتواجد خاصية التسجيل والتصوير وغيرها، ما يسهل على الجميع منا دون استثناء دور التوثيق.

ومضة: تحية طيبة إلى الفنانة الكويتية الرائعة ليلى عبدالعزيز التي استطاعت بكل فن ورقي توثيق مسيرتها بأدق تفاصيلها على صفحتها في برنامج الانستغرام، حيث أقف مذهولة يوميا أمام كم المعلومات ودقة التفاصيل التي تسردها بالتاريخ واليوم والصورة، أطال الله بعمرها ومتعها بالصحة والعافية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .