+A
A-

تجربة قيادة: الهاتشباك سكودا فابيا الرائعة

أضافت مؤخرا سكودا الأوروبية الرائدة في صناعة السيارات لمسات محدثة على صغيرتها الناحجة جدا فابيا، ولم تؤثر التغييرات هذه على المظهر فحسب، بل أثرت أيضا على التصميم الداخلي، فضلا عن وحدات الطاقة، وتلقت الهاتشباك الجميلة معدات إضافية تساهم في القيادة المريحة والآمنة.

استطاعت سكودا التشيكية مع سيارتها الأصغر من المجموعة منذ انطلاقتها لأول مرة من الوصول إلى أعلى درجات النجاح والتفوق في كل مكان، واستطاعت بيع أكثر من مليون ونصف وحدة منها. وفي الموديل الجديد الذي تحت تجربتنا هذا الأسبوع من البهباني أخوان وكيل هذه العلامة العريقة في البحرين ارتأت سكودا أن تصنع لنا سيارة جديدة تحقق جميع المقاييس الموضوعة لها لكي تبقى على نهج سابقتها، بل ولتذهب بالنجاح إلى أبعد من ذلك، ويمكنكم التعرف عليها أكثر في هذه السطور. 

خضع هيكل الطراز المحدّث لعدة تغييرات، فقد أصبحت شبكة ”الرادياتير“ انسيابي أكثر من السابق، وتتبع الإنارة الأمامية خط الشبكة، كما تغيرت في الشكل والتكنولوجيا مع توافق كبير في جسم السيارة، وهي تؤكد على النمط "المنحوت" الكلي للجسم الذي يقدم لنا سيارة أكثر جاذبية، مقارنة بالمنافسات بشكل إيجابي، وتبدو الخطوط الحادة للجسم واعدة فيما يتعلق بالديناميكيات والانطلاق، ومن الوهلة الأولى خلف المقود تبين أن هذه السيارة صغيرة، ولكنها رياضية وسريعة الحركة وجاهزة للانطلاق لأربع ركاب وربما أكثر، وسكودا جعلت فابيا الجديدة تتحلى بتصميم مختلف تماما ومستوحى من شقيقاتها مثل أوكتافيا وسوبيرب، ليتمتع بخطوط بيضوية عصرية جدا وذات انسيابية عالية بدلا عن المستقيمة مع تناغم واضح بين الخارجية والداخلية مع كشافات LED ومصابيح خلفية بتقنية LED أيضا.

من خلال التجربة عدة أيام في شوارع البحرين اكتشفنا بأن السيارة تأخذ التسارع بثقة بين دواسة الوقود والمحرك هناك استجابة مثالية بصورة هادئة جدا، مع تعليق أكثر صلابة بسبب استخدام ممتصات الصدمات الجديدة مما يعطي التوازن المثالي بين الراحة واستقرار السيارة الرياضية والشبابية. السيارة جاهزة للانطلاق بسبب خفة وزنها وعند جميع السرعات تحس باستجابة عالية، وتشعر بالجهد اللازم للتحكم في مسار الحركة، مع العديد من وسائل الأمان مثل نظام الفرامل المانعة للانغلاق (ABS)، والتحكم في الجر، والقفل التفاضلي الإلكتروني، ومساعدة الكبح الهيدروليكي، ومستشعر ضغط الإطارات، ونوافذ ومرايا كهربائية الحركة والكثير من الأمان، كل هذا يسمح لنا ببسط السياقة والاستمتاع برحابة طرق المدينة والطرق الحرة بثقة كاملة للجميع فيها.

لداخلية السيارة مميزات كثيرة ولعل اهمها جودة المواد المستخدمة بالداخل كسيارة أوروبية، وهذا واضح من خلال الجلوس والانطباع الأول، البلاستيك من نوعية ممتازة مع عناصر ناعمة هنا وهناك، وحتى المواد المستخدمة في صناعة المقاعد ممتازة جدا لحجمها وأكثر متانة ومقاومة للتآكل. تم تحديث لوحة المعلومات، وأصبحت أكثر سهولة وتكنولوجيا في توصيل هاتفك والاستمتاع بكل مزايا السيارات الفارهة الكبيرة، نظام متعدد باللمس بقياس 6.5 بوصة ونظام “سكودا كونيكيت” ونظام أبل كاربلاي وأندرويد أوتو وميرورلينك.

وقامت سكودا أثناء التصميم الداخلي، إعطاء الشعور بالجمالية والواقعية، حيث يتقاطع البساطة مع فخامة وعقلانية السيارة الرياضية، كما يتضح من الخطوط الزوجية للوحة العدادات وعجلة القيادة الرياضية والمقاعد التي تأتي بلونين، وتلقى المقاعد الأمامية دعمًا جانبيًا، أسفل دعامة أسفل الظهر، حتى في الرحلات طويلة، لن تشعر بالتعب في الظهر أبدا، وهذا يحسب تماما لهذه الفئة من السيارات التي دائما يشتكي من مقاعدها غير المريحة، لكن سكودا تغلبت على هذا الأمر يخبرتها الطويلة في صناعة السيارات، حيث تعد سكودا فابيا واحدة من أكثر السيارات شعبية في الماركات التشيكية، مع أختها الأكبر ”أوكتافيا" الممتازة في الداخلية جدا من حيث المساحات، واشتهرت منذ انطلاقتها موديل فابيا بالذكاء التصميمي في الداخلية دوما، وتجاوزت بذلك منافساتها الأحدث مثل فولكس فاجن بولو الشقيقة، فلاتزال فابيا تعطي كل ركابها بيئة مريحة، بفضل التخطيط الوظيفي المعقول، والترقية في النمط الداخلي، وأقمشة أكثر جرأة، وألمنيوم مصقول وخياطة متباينة مما يعطي انطباعا بجودة عالية.

تنطلق السيارة بصورة قوية جدا ورياضية على الطرقات، مع كفاءة عالية في القدرة الحصانية، فقد تم في الموديل الجديد إعادة معاير هذا المحرك بقدرة 95 قدرة حصانية، وتعتبر أكثر المحركات كفاءة في استهلاك الوقود، سيارة مصممة لتوفير الراحة في كل شيء!

من الناحية الميكانيكية تأتي فابيا بمحرك 1,6 عملي جدا ومناسب لحجمها واندفا هذه السيارة التشيكية الهاتسباك، مع وحدة محسنة جدا في الصناعة، وليس بها الكثير من الملاحظات الصوتية الخارجية المزعجة، والتي تنتجها العديد من المحركات ثلاثية الأسطوانات. إن الوصول إلى سرعة 60 ميلا في الساعة في غضون 10 ثوانٍ سوف يكون كافيا بالنسبة لمعظم مشتري فابيا، وهو أمر طيب جدا لأغلب شوارع البحرين!

يشير صانع السيارات التشيكي إلى أنه قد تم بيع أكثر من أربعة ملايين “فابيا” منذ إصدار نموذج الجيل الأول في العام 1999، ونموذج الجيل الثالث الحالي بيع منه أكثر من نصف مليون نسخة، فهي سيارة أوروبية مرحة جدا وذات بنية قوية وجودة في الداخل والخارج مع تاريخها الطويل في صناعة السيارات.