تأتي جائزة “خليفة بن سلمان آل خليفة للطبيب البحريني” في وقت غاية في الأهمية، فالعالم اليوم، بمراكزه العلمية والطبية ومؤسسات الأبحاث والدراسات، تتجه نحو أبحاث الطب ودراساته وتجاربه في ظل جائحة كورونا كوفيد 19، فالتحدي الأكبر في كل الدنيا يتمحور على دور العلوم الطبية وجهودها في مكافحة هذا الوباء وغيرها من الأمراض والأوبئة؛ لهذا تضاف هذه المبادرة ذات الأساس المحلي والمدى العالم لمبادرات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه؛ ذلك لأن أثر الأبحاث الطبية لا يقتصر على حدودها الجغرافية، بل يشمل كل الإنسانية في كل مكان في العالم، أي أن ذلك كله ينطلق من الضمير الإنساني لتحقيق سعادة البشرية.
ولو عدنا إلى ما أعلنته أمانة الجائزة حول تقديم 83 طبيبًا وطبيبة بحرينيين ممن تنطبق عليهم الشروط في الفئة الأولى التي حملت اسم “جائزة الابتكار والإبداع في البحث العلاجي والسريري الطبي”، وشارك فيها 50 مرشحًا من الأطباء والطبيبات، والفئة الثانية وهي “جائزة الوفاء والعطاء الممتد” والتي تقدم لها 33 طبيبًا وطبيبة، وهذا يعني أن 83 بحثًا من مختلف التخصصات الطبية تتنافس على خدمة البشرية والضمير الإنساني الذي يعتبر “خليفة بن سلمان” رائده، وبهذا، لن يكون مداد هذه الجائزة التي حدد لها يوم 4 نوفمبر المقبل 2020 لإعلان النتائج والاحتفال، بل المداد الأكبر هو أن هذه الأبحاث المشاركة ستحظى باهتمام سموه وبتقدير جهود الأطباء والطبيبات الذين بادروا بالمشاركة، ولكن ماذا يعني هذا الاهتمام من جانب أطبائنا وطبيباتنا؟
الوجه المشرف الذي يعنيه هذا الاهتمام هو أن لدينا شريحة من الأطباء، سواء في الرعاية الصحية الأولية أو الثانوية أو في التخصصات الجراحية والعلمية والأكاديمية، وجدت فرصة ثمينة لتقديم نتائج بحثها وتجاربها ودراساتها، بل وما يفرحنا كبحرينيين، أن فكرة الجائزة أشاعت السرور في قلوب الأطباء، لاسيما الشباب ممن يطمحون لنشر أبحاثهم، وبعون الله، سيكون الأثر الأبلغ هو تحفيز المزيد من الأطباء للبحث والدراسة وإجراء الاستطلاعات التي تساندهم في الاستعداد للمشاركة في السنوات المقبلة من الجائزة.
أزكى آيات الشكر والتقدير والإجلال والعرفان لسيدي سمو رئيس الوزراء على هذه النافذة التي فتحت لقطاع من أهم القطاعات العلمية ومن أرسخ أسس التنمية للدول، وكم نحن فخورون بهذا العدد من الأطباء والطبيبات الذين قدموا أبحاثهم ونتمنى لهم التوفيق والنجاح، وكلنا في شوق لأول أربعاء من شهر نوفمبر من كل عام كيوم للاحتفاء بالطبيب البحريني وتخصيص جائزة باسم سمو رئيس الوزراء لتكريم الأطباء البحرينيين المتميزين في مجالات البحث العلاجي والطبي.