يندرج البعد الإنساني لمعنى الضمير في حياة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة في صميم وقلب الحركة الفكرية والعلمية في مملكة البحرين التي ينهض ويدفع بها سموه للتطوير المستمر والازدهار، ويُعد أرفع اتجاه ضمن سلسلة عظيمة من الاتجاهات المحورية الأساسية التي يخطوها سموه لإنجاح فلسفة القيادة والريادة في التنمية التي تشهدها مملكة البحرين العزيزة وتتعداها نحو العالم الإنساني الكبير في التنمية المستدامة وأهدافها السبعة عشر 17 التي أبرمتها الأمم المتحدة.
ويُعبَّر عن تلك الاتجاهات المحورية بالمنظومة التكاملية الشاملة التنويرية الحضارية التي تمثل فيها جائزته العالمية للتنمية المستدامة العين الراوية لمقومات التنمية البشرية وللأيام العالمية الإنسانية التي تحتضنها الأمم المتحدة، ويوم الضمير العالمي الذي أسس له سمو الأمير حفظه الله قد اجتاح كل الأيام واحتواها وسَيَّرَها نحو أهدافها وانجاح أهدافها.
ولوجوده واتصاله وتواصله الدائم بأحبته في وطنه العزيز وبأشقائه في الخليج العربي والعالم الذين يرون في قدومه لأرضه الطيبة سالما وهو في أتم الصحة والعافية، وقع عظيم وكبير في النهل والارتواء من نبع حكمته وفكره الكبير، لأجل استقرار واستدامة منظومة الحياة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المنطقة والعالم.
فأيام سموه في حله وترحاله كلها عطاء وسخاء ونماء وتنطق بذاتها التي تمثل حقيقة شخصيته الإنسانية الصافية والأبوية الحانية التي تروي عطش محبيه ومتبعيه فكرا وعلما وإنسانية وضميرا وقيادة وريادة ونجاحا.
وأيام عاشوراء الزاكية هي أيام مختلفة كليا عن الأيام وذات قدر كبير جدا لدى سمو الأمير؛ كونها ذات اعتبارات دينية وعقائدية واجتماعية وإنسانية وتوعوية وتاريخية في حياة الأمة الإسلامية جمعاء ولمكون كريم من مكونات المسلمين في مملكة البحرين الحبيبة تحديدا، وينظر سموه لوجودها نظرة متعمقة تقوي أواصر المحبة والتعايش والتعددية والحرية العقدية في المجتمع منذ أن نشأ سموه وتربى وعاصرها ودعمها وتبناها وأحبها وأيدها لعقود من الزمن ولا يزال.
والمكون البحريني الذي يقيم الشعائر الدينية الحسينية في أيام عاشوراء محل تقدير واحترام كبير من لدن سموه حفظه الله ويسعى دوما لاحتضانه والتوسعة عليه ومده بالعون والدعم والنصيحة والتوجيه، والقرارات التنموية المتتالية لهذا المكون الكريم ومناطقه وللجميع دون استثناء قبل وبعد جائحة الوباء الكورونا شاهدا حيا على مدى إنسانيته واهتمامه به وبكل المكونات في المملكة كنموذج قيادي محنك وحصيف رفيع المستوى في الحكمة والفراسة في المنطقة والعالم.
والقرارات التنموية التي يقوم بها سموه الكريم نابعة من روح إنسانية تضع الضمير الحي في المقدمة؛ لأن الضمير في فلسفة الأمير في القيادة يزيل العقبات ويمحوها ويعالج الجراح ويسد الفجوات ويبعث بالحياة والأمل والتفاؤل، ويقود النفس ويوجهها للتركيز والجد والاجتهاد والتزام والانتظام لتحقيق الأهداف نحو النجاح، ولهذا أصبح سمو الأمير علامة فارقة وبارزة عالميا في سماء الإنسانية والضمير الحي الذي أحياه في مبادرة عظيمة باليوم العالمي للضمير، والتي بسببه انغرست إنسانيته في صميم أعمال الأمم المتحدة وأحدث تأثيرا مباشرا على أهداف التنمية المستدامة والتنمية البشرية على حد سواء.
ونعيش هذه الأيام أجواء روحية وإيمانية مباركة لاستجابة الدعاء تتمثل في التاسع والعاشر من المحرم لنرفع فيها أكف الضراعة إلى السماء لنسأل الباري عز وجل أن يديم الخير والأمن والأمان على مملكة البحرين ببقاء الأمير سالما معافى، حاملا لراية الإنسانية والضمير الحي التي تحتاجه البشرية لتستقيم وتستديم وتأمن من طوارق الزمن ومدلهماته، فهو النبراس والنور والأمل الذي يتعلق به المحبون والعاشقون لفكره وفلسفة إنسانيته العظيمة.