العدد 4339
الإثنين 31 أغسطس 2020
banner
“الموقف الرجولي” في سبيل الدفاع عن الوطن
الإثنين 31 أغسطس 2020

لماذا نشاهد اليوم المثقف المكلف بإبداع الكلمة وإنتاجها بعيدا عن الأضواء ودوره ليس بارزا كما ينبغي أن يكون؟ فهناك تناقض واضح بين القول والفعل، فمن الملاحظ أنه خلال السنوات الأخيرة التي حدثت فيها تطورات وأحداث في مجتمعاتنا تغيرت معها خريطة المواقع ووقفنا فيها أمام قضايا مصيرية تمس وجودنا نفسه، ظل المثقف (بعض الكتاب والأدباء) في موقف الإنسان الخامل غير المكترث، منفصلا عن مجتمعه ومبادئه وبالكاد يستطيع تدبر أمره بنفسه وكأنه في “سنة أولى ابتدائي”.

أعرف شاعرا لم يعد شاعرا ولا أهلا لأن يثقف غيره بسبب مواقفه السلبية العقيمة من مختلف القضايا التي تحيط بنا والمتعلقة بوجودنا وهويتنا، مع أن هذه القضية الملحة لا تعرف أنصاف الحلول، إنما “الموقف الرجولي” في سبيل الدفاع عن هويتنا وبلادنا، والصدق والشجاعة والنزول إلى ساحة الميدان بكامل المسؤولية والالتزام، لأنه يدرك قبل غيره أن وجوده في المجتمع يجعل منه إنسانا متميزا بسعة اطلاعه وعمق وعيه وبقوة الأداة التي يستخدمها في التعبير عما يريد قوله، وهذا التميز يلقي عليه واجبات ينبغي له أن يفي بها. كان عليه أن يقف موقف الموجه، وإذا لم يتح له هذا الوقوف لظروف خارجة عن إرادته وقدرته فإنه ينبغي عليه أن يقف موقف الناقد المقوم، لكن شيئا من ذلك لم يحدث، وظل بعيدا عن الالتزام الفكري ولم يكتب حتى كلمة مؤثرة في أي منبر كان.

موقف المثقف من أية قضية مصيرية يجب أن يكون ملحوظا وملموسا وجديا، وهذا أمر طبيعي ويكاد يكون عفويا، أما الابتعاد والانزواء والتخلف عن أداء المهمة الوطنية فهذا أمر لا يمكن القبول به ونقولها بلغة تفهمها جميع الأمم، إذ ما نفع المثقف إذا لم يقم بدوره بصورة صحيحة وجادة في المجتمع، بل ويكون في الصفوف الأمامية ويستوفي جميع شروط الدفاع عن الوطن والهوية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .