العدد 4336
الجمعة 28 أغسطس 2020
banner
لنغامر بالفرح المتبقي من حياتنا
الجمعة 28 أغسطس 2020

الذي يغني مع جميع الناس ويخرج من قمقم الظلمات حتما سيكون سعيدا، سيصعد ويهبط من السعادة دون أن يمس الأرض، والحياة مثل الصندوق زاخرة بالمعاني والأغاني وأسراب الطيور التي تحط على مناكبنا، وأمواج مفعمة بالغموض والأسرار، وهذا الصندوق يحمل كل الوصايا التي توزع بالمجان على البشر، وأهمها الدفاتر الفلسفية أو بالأحرى “فلسفة الحياة” وهي الفلسفة التي تعتمد على قدرة الإنسان على الابتعاد عن قبضة العناكب المفترسة ونعني بها “تعقيدات الحياة” التي هي بمثابة ذهابنا إلى الشمس وحمل المعول وبناء بيت لأنفسنا هناك، حيث الجحيم والصرخات الحادة.

إن فلسفة الحياة كما دونتها مشاعل الفلاسفة والأدباء والمفكرين والعلماء هي القدرة على اتخاذ فلسفة ترفعنا فوق مستوى التعقيدات التي تعترضنا في حياتنا اليومية، أن نكتسب الحكمة من تجارب الماضي وأخطائه، ونستخلص طريقا للحياة، من شأن ذلك أن يجعل الحياة أسعد وأقرب إلى الاحتمال، ونحن قادرون على الاسترخاء، والسعي وراء منافذ التسلية ترويحا عن رتابة الحياة. أن نعتقد بيقين أن الحب والعطف اللذين نمنحهما للغير يرتدان إلينا أضعافا مضاعفة، وان رافقتنا للبشر هي مزيتنا الكبرى التي نستطيع عن طريقها أن نظفر بأعظم السعادة.

والقدرة على الاستمتاع بالحياة تنشأ عن فلسفة للحياة، أو مبدأ معين هو أن السعادة حالة يمكن أن تخلق خلقا، ويتبين للجميع أن في وسع “المتمللين” أن يتحولوا إلى أسوياء طبيعيين، إذا بذلوا الجهد لاكتساب عدد من أوراق الدفاتر الفلسفية، مثل اكتساب النضج الانفعالي، وتقبل الواقع، أي العمل والسعي للرزق دون شكوى، وترك القيادة للعقل لا الانفعال، وخلق القدرة على الحب، بأن يجدوا الحب الموجود في أعماقهم ثم يسمحوا بأن يشاركهم فيه الغير، ناهيك عن اتباع طريقة في التفكير أساسها تقدير كل ما هو طیب جميل في الحياة.

أخي “وليد” رحمه الله عاش بحكمة تقول، لنغامر بالفرح المتبقي من حياتنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .