العدد 4338
الأحد 30 أغسطس 2020
banner
العمل السياسي الذي لا يتفق مع الأخلاق والروح الوطنية
الأحد 30 أغسطس 2020

الدخول في صلب الاستجابة لنداء الوازع الوطني والمبدأ الراسخ في البذل والعطاء والتضحية والمشاركة الفاعلة، هو عنوان العمل السياسي الصحيح ذي القائمة الطويلة من المنجزات، والمواقف المشهود لها بالتعامل الأمثل مع مختلف الأمور وكذلك مقدرة القيادات والكوادر على المضي قدما بالعمل السياسي نحو كل ما من شأنه أن يدعم الحياة الديمقراطية ورسم الحد الفاصل بينها وبين الفوضى والغوغاء والثرثرة والشعارات الدخيلة، والالتصاق بالمنهجية المغلقة المتعصبة والاستعانة بالأنظمة الرجعية والمخططات المعادية للوطن.

لقد رأينا من آثار العمل السياسي خلال السنوات الماضية، والمنطلقة من الأسس النظرية للفوضى والتخلف، ظهور أساليب في العمل السياسي في مجتمعنا لا تتفق مع المقاييس الأخلاقية العامة، ولا مع الروح الوطنية والأعراف والتقاليد النبيلة في التاريخ العربي أيضا، من ذلك تحول مفهوم الإعلام والتوعية إلى معاني الحملات الدعائية المعادية للوطن عبر مختلف المنصات، وتحريك العملاء في الخارج لإنجاز هذه المهمة، والكلام الغوغائي من على بعض المنابر، ومن ذلك ظهور وسائل الإرهاب الفكري، وغسيل أدمغة الشباب والناشئة وتحريضهم، وعدم التورع عن استعمال أية وسيلة للافتراء على الوطن ومهاجمته بالأكاذيب والفبركات وكذلك تأجيج نار الطائفية ومشاعر الكراهية والحقد والانتقام، والصورة الأبشع في كل ما ينبثق عن أولئك الذين يدعون العمل السياسي من مواقف فكرية وأهداف، هي إعطاء الأجنبي وزنا كبيرا والاستناد عليه دائما في تفسير الأحداث، ولا يهمهم الوطن بقدر ما يهمهم الأجنبي والمنظمات الحقوقية.

يدعون أنفسهم بفقهاء العمل السياسي وهم بعيدون عن المفهوم الأصيل لفكرة العمل السياسي ومبادئه وشروطه، وبالنسبة لعدد كبير منهم فإن تقدم الوطن وتطوره والارتقاء به ليس مهما بقدر نجاح مشروعهم القائم على التحريض وبث الفتن والأحقاد واستغلال الظروف والمناسبات الخاصة لتمرير “أجندة التضليل وتقديم أصناف الكذب والخديعة” بغية ضرب وحدة الوطن وأمنه واستقراره.

هؤلاء الذين حاولوا تحويل الدور الحقيقي للعمل السياسي عن مساره سيبقون فاشلين ومثل الأكياس السوداء المكدسة أمام الأبواب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .