+A
A-

رواد أعمال: تحديات "كورونا" فتحت فرصاً حقيقة للنهوض بالقطاعات الاقتصادية

أجمع رواد أعمال بحرينيين على أن جائحة كورونا قد ساهمت بحق في دعم روح المبادرة والابتكار في مجال قطاع ريادة الأعمال، حيث أحدثت نقلة نوعية في تحويل الأعمال إلى خدمات تكنولوجية لتتعدى النطاق المحلي وتصل إلى النطاق العالمي بفضل التوسع الذي شكّلته الخدمات التقنية الداعمة لتكنولوجيا المعلومات، والتي كانت عاملاً إيجابياً للتخفيف من الآثار والتبعات السلبية التي خلقتها الجائحة على الاقتصاد والركود الذي سببته نتيجة ذلك، جاء ذلك خلال الندوة الافتراضية التي استضافتها غرفة البحرين اليوم الاثنين بعنوان "رواد الأعمال وسُبل تجاوز تداعيات الكورونا" بحضور عددٍ من رواد الأعمال البحرينيين الذين تم الاحتفاء بهم مؤخراً لفوزهم بجائزة البحرين لريادة الأعمال.

وقد استعرض كلٌ من رواد الأعمال البحرينيين، الرئيس التنفيذي لمنصة "خدمات دكتوري" الالكترونية أحمد محمود، والرئيس التنفيذي لمؤسسة "لا لا بيلا" للمناسبات نهلة المحمود، والعضو المؤسس الرئيس التنفيذي لشركة "كليفر بلي" الشيخة لطيفة بنت محمد آل خليفة، قصص نجاحاتهم وتجاربهم الرائدة في مجال ريادة الأعمال، وسبل مواجهتهم للتحديات والمتغيرات التي أحدثتها جائحة كورونا على أعمالهم، وذلك بهدف الاستفادة من خبراتهم للمساهمة في استدامة النمو الاقتصادي الوطني تماشيًا من رؤية البحرين الاقتصادية 2030.

 وخرج اللقاء الذي أدارته مقدمة ومراسلة النشرة الاقتصادية بتلفزيون البحرين ريم سيف، بعدد من النتائج والرؤى النيّرة التي تم اكتشافها نتيجة الجائحة والأوضاع الراهنة في العالم، حيث تم الإجماع على أن تطبيق نظام العمل المرن -عن بُعد- يُعد من أبرز النتائج الإيجابية التي تم رصدها، إذ وفر مساحة صحية آمنة لأداء المهام، إلى جانب التوسع في الوصول لأكبر شريحة ممكنة من العملاء محليًا وخارجيًا وذلك بفضل منصات الأعمال التكنولوجية والوسائل التقنية التي تم الاعتماد عليها لممارسة الأعمال، لتتحول بذلك التحديات والصعوبات إلى فرص حقيقية للابتكار والتوسع.

وحول النصائح التي وجهها رواد الأعمال خلال الندوة، فقد أوصوا بضرورة دراسة فكرة المشروع بشكلٍ دقيق، ودراسة أوضاع واحتياجات السوق المحلية، والمنافسين حيث أن ذلك من شأنه أن يُولّد الابتكار وبالتالي التميز في السوق وتجنب التكرار في الأفكار، مع أهمية التخطيط والتنفيذ على أسس علمية مدروسة، والتدرج في ممارسة الأعمال حسب الأهمية، كما لفت رواد الأعمال إلى أن الأخطاء واردة خلال مزاولة الأعمال إلا أن هذه الأخطاء تُعد بمثابة تجارب عملية لتجاوز مختلف الصعوبات والاستمرارية في السوق.

وعن أهم الدروس التي تم الاستفادة منها نتيجة الجائحة، فقد أجمع رواد الأعمال أن التكنولوجيا الحديثة قد أحدثت بحق تغييرًا واضحًا في الأنماط العملية، حيث خرجت الأعمال من حيز النطاق المحلي لتتوسع أكثر خارجيًا، كما أن الجائحة أعطت فرصة عظيمة لرائد العمل ليتأمل ويتفكر ثم لينطلق بمشروعه التجاري بعد دراسة الأوضاع العامة جيدًا، فضلاً عن الخروج من النمط التقليدي والتحول إلى الابتكار.

وبدورها أشادت غرفة تجارة وصناعة البحرين بما حققته مملكة البحرين من نجاحٍ متميز وحضور قوي في ريادة الأعمال على مختلف المستويات، عكسه الاهتمام الذي أولته المملكة بتأسيسها لبيئة عمل متكاملة حاضنة للإبداع ومحفزة على الابتكار تسهم في بناء اقتصاد مستدام قادر على جذب المزيد من الفرص بما يتماشى مع رؤى وتطلعات أهداف المسيرة التنموية الشاملة، مشيدةً بالمبادرات التي قامت بها المملكة لتعزيز البيئة المحفزة على الإبداع والابتكار وإثرائها بمختلف الإمكانات اللازمة والتشجيع على توليد الأفكار المبتكرة والخلاّقة، بما يلبي التطلعات المنشودة، معربةً عن اعتزازها بالمشاريع المبدعة التي قدمها رواد الأعمال البحرينيين، وما حققوه من إنجازات كبيرة على صعيد ريادة الأعمال والتي هي مبعث فخر للجميع.