+A
A-

رئيسا مجلسي الشورى والنواب يشاركان في أعمال المؤتمر العالمي لرؤساء البرلمانات عن بُعد

زينل: التمكين السياسي للشباب يؤدي لظهور رؤى جديدة

الصالح: التعاون الدولي مطلوب لدعم القضايا الإنسانية

شارك صاحبا المعالي رئيسا مجلسي الشورى والنواب في انطلاق أعمال المؤتمر العالمي الخامس لرؤساء البرلمانات، والذي بدأت جلساته عصر اليوم(الأربعاء) باستخدام أنظمة الاتصال المرئي عن بُعد، بحضور رؤساء البرلمانات في مختلف دول العالم، وينظمه الاتحاد البرلماني الدولي بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة في جمهورية النمسا والبرلمان النمساوي، تحت عنوان القيادة البرلمانية من أجل تعددية أكثر فعالية تحقق السلام والتنمية المستدامة للشعوب ولكوكب الأرض".

وناقش المؤتمر في انطلاق أعماله اليوم، ضرورة تكثيف العمل البرلماني من أجل بحث ومناقشة القضايا المتعلقة بتغير المناخ، إلى جانب التحديات والفرص والحلول المرتبطة بتنقل الأشخاص بين الدول، فيما من المقرر أن تتواصل أعمال المؤتمر يوم غدٍ (الخميس)، حيث سيلقي معالي رئيس مجلس الشورى كلمة حول مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وذلك ضمن عدد من المتحدثين الذين تم اختيارهم من قبل الاتحاد البرلماني الدولي، كما سيبحث المؤتمر إقامة الاقتصادات الشاملة والمستدامة التي تحقق الرفاه والعدالة للجميع، بما يسهم في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.

من جانبها، قدمت معالي السيدة فوزية بنت عبدالله زينل رئيسة مجلس النواب رئيسة اللجنة التنفيذية للشعبة البرلمانية مداخلة خلال استعراض التقرير المتعلق بتعزيز المشاركة السياسية والبرلمانية للشباب ضمن أعمال المؤتمر اليوم، أكدت فيها أن الشباب في مملكة البحرين يمثلون العمود الفقري للنهضة الوطنية الشاملة، والمسيرة التنموية المتواصلة، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه.

وذكرت معاليها أن الرؤى الملكية السامية بشأن الشباب، تمثل مرجعاً دائماً، وخارطة طريق لمستقبل وطني أكثر ازدهاراً، حيث يؤمن جلالة الملك المفدى بأن "عملية إشراك الشباب في الشأن الوطني هو رهان رابح في كل الأحوال".

وذكرت رئيسة مجلس النواب أن مملكة البحرين تحظى بتجربة رائدة ومثمرة في مجال تمكين الشباب، وإبراز إمكانياتهم وقدراتهم، في ظل دعم ومتابعة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وما طرحه سموه من مبادرات زادت من إثراء الجهود الوطنية في الارتقاء بقطاع الشباب.

وأكدت رئيسة مجلس النواب حرص المجلس النيابي على تعزيز دوره الثابت، واهتمامه الدائم، في توظيف الدور التشريعي لتمكين الشباب، عبر وجود لجنة برلمانية نوعية دائمة للشباب تختص ببحث القوانين والتشريعات والمقترحات التي تدعم فئة الشباب، وإقامة البرامج المعرفية في الشأن السياسي لأكثر من ألف مشارك سنوياً، والعمل على إيجاد قاعدة التقاء دائمة بين الشباب والنواب، انطلاقاً من تعزيز مبدأ الشراكة، وتبادل الآراء والأفكار والاستفادة من الرؤى الابداعية للشباب في كل ما يهم الوطن والمواطن.

وخلال المداخلة، نوهت معاليها إلى أهمية المساعي التي تتبناها البرلمانات المنضوية تحت مظلة الاتحاد البرلماني الدولي، بشأن تمكين الشباب، وضرورة مراجعة الخطوات التي تم تحقيقها، وبحث الجهود التي يجب الشروع فيها مستقبلا من أجل تعزيز مشاركة الشباب.

وأشارت إلى أن تحرك الاتحاد البرلماني الدولي الذي بدأ قبل عقدٍ من الزمن، لم يقتصر على مجرد الدعوة إلى تعزيز استشارة الشباب في العملية السياسية، بل إلى رفع نسب تمثيلهم المباشر في عملية صنع القرار، وذلك يعد نجاحا كبيرا يجب دعمه والاستمرار فيه والبناء عليه.

وشددت معاليها على ضرورة أن يتواصل اهتمام الاتحاد البرلماني الدولي بتوفير الظروف التي تدعم الانخراط التام للشباب في العملية الديمقراطية على جميع المستويات في أقرب وقت ممكن، عبر استراتيجيات تسهم في تعريف الشباب بالمفاهيم الديمقراطية، ويجب أن يكون ذلك واحداً من أهم الأولويات والأهداف على رأس الأجندة السياسية للاتحاد وبرلمانات دول العالم.

وقالت رئيسة مجلس النواب "إن الاستفادة من الطاقات والأفكار الجديدة للشباب أمر ضروري، من أجل الاستفادة من رؤاهم في معالجة القضايا الهامة التي تمس الفئات العمرية في المجتمعات والشعوب، بما يلبي أهداف التنمية المستدامة، ويخدم قضايا الأمن والسلم، ويدعم الجهود الرامية إلى تعزيز الحق في التعليم والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية، والمساواة بين الجنسين، ويوفر مقومات تكافؤ الفرص الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ويحقق جهود التصدي للتغيرات المناخية".

ورأت معاليها أن أهمية التمكين السياسي للشباب تكمن في أنها ستؤدي إلى ظهور رؤى جديدة في السياسة وطبيعة ممارستها بما يحقق القدرة في التماشي مع المتغيرات السريعة، ومواجهة التحديات المستجدة وتجاوزها، مؤكدة الدور المحوري الذي تضطلع به البرلمانات في عملية استيعاب الالتزامات الدولية في ظل التحديات الجديدة التي تواجه البشرية.

من جانبه، أكد معالي رئيس مجلس الشورى أنّ انتظام انعقاد الفعاليات البرلمانية، على الرغم من الظروف المرتبطة بتفشي جائحة كوفيد-19، يعتبر دليلاً على الدور المتزايد الذي تلعبه الدبلوماسية البرلمانية في مناقشة القضايا الدولية، ومساهمةً أكبر من البرلمانات في إدارة الشئونِ العالمية وحل القضايا الدولية.

وذكر معالي رئيس مجلس الشورى أن انعقاد المؤتمر العالمي الخامس لرؤساء البرلمانات في موعده المقرر سلفاً، حتى وإن تم بصورة افتراضية، رسالة واضحة للعالم تبرز الانخراط التام من جانب البرلمانات في إجراءات مواجهة جائحة (كوفيد-19) في هذا الظرف الحرج الذي تمر به الإنسانية، مشيرًا إلى أن المؤتمر يعزز دور آليات التعاون البرلماني في التصدي للتحديات الملحة التي تواجه البشرية، ويؤكد البعد البرلماني للحوكمة العالمية، وخاصة منذ إعلان المؤتمر العالمي الأول لرؤساء البرلمانات عام 2000، الذي ألزم رؤساء البرلمانات أنفسهم ومؤسساتهم بتوحيد جهودهم مع الأمم المتحدة للمساعدة في معالجة التحديات الهائلة التي تواجه المجتمع العالمي.

وأشار معالي رئيس مجلس الشورى، أن انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) في جميع دول العالم، وتأثر المجتمعات بالجائحة، أظهر الحاجة الماسة إلى منظور جديد للتعاون الدولي متعدد الأطراف، يعمل على تعزيز منظومة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة بحيث يصبح لديها الموارد المالية، والصلاحيات، والإمكانات الفنية والتقنية والإدارية التي تيسر لها حسن القيام بالمهام المنوطة بها بكفاءة وفعالية؛ خدمةً لقضايا الإنسانية بأسرها، وسعياً من أجل تحقيق السلم والأمن، وتعزيزاً لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة التي تستهدف رخاء البشرية وسعادتها، وتحسين جودة الحياة على كوكب الأرض.