حسنًا فعلت شركة “شي إن” للملابس حينما اعتذرت عن بيعها سجادات للزينة، لأنها تشبه سجادة الصلاة التي يستخدمها المسلمون في صلاتهم، حيث تضمن بعضها رسوما توضيحية للكعبة والمساجد.
هذه القضية على بساطتها، لكنها قدمت نموذجًا في احترام الآخر والاستماع إليه ومراعاته، وكذلك في تحضر التعبير عن الرأي والاعتراض، فقد كان من الممكن أن يتصاعد ويتفاقم الموضوع لو عاندت الشركة وأصرت على بيع السجاد وعدم مراعاة مشاعر المسلمين وقدمت تبريرات بعيدة عن صلب القضية، لكنها بمجرد أن وصلت إليها رسائل استياء من بعض المسلمين الذين لفتوا انتباه الشركة إلى أن المعروض من السجاد يعكس عدم احترام لهم ويمثل إهانة، وهددوا أيضًا بردود فعل مشروعة وواعية مثل مقاطعة منتجاتها، سارعت الشركة إلى إزالة هذا المنتج من موقعها، وأصدرت بيان اعتذار للمسلمين قالت فيه: “لقد ارتكبنا خطأ فادحًا مؤخرًا من خلال بيع سجادة الصلاة كسجاد مزخرف على موقعنا، نحن نتفهم أن هذا كان مسيئا للغاية، ونأسف حقًا على ذلك”.
وكبادرة عن حسن نيتها وجديتها في عدم الوقوع في مثل هذا الخطأ مرة أخرى، قامت “شي إن” بتشكيل لجنة لمراجعة المنتجات تتكون من موظفين من ثقافات وديانات مختلفة.
يعج عالمنا العربي بتصريحات وممارسات ومواقف يتبناها البعض ويجاهرون بها ليلا ونهارا وتمثل إهانة وانتقاصًا من آخرين وخروجًا عن مألوف في الأعراف والتقاليد والدين، لكنهم مع ذلك لا يبالون ويظنون أنهم يحتكرون الحق والصواب وفي درجة أعلى وطبقة أرقى من الآخرين، ومن ثم لا يسمحون لهم بالمناقشة أو الاعتراض أو إبداء أية وجهات نظر معارضة ومخالفة حتى لو استندت لأدلة موثقة وبراهين واضحة، ولو تجرأ البعض على المجاهرة بالرد كان مصيره إما التجاهل التام أو محاولة إلصاق أوصاف وصفات لا تليق به ليتم إقصاؤه وإبعاده عن اهتمام المجتمع وعدم الاستماع إليه والتنفير منه.