لم تعهد البشرية قبل وخلال جائحة وباء الكورونا مرور رموز متفردة في شمولية وتكامل وتنوع واستمرار العطاء والسخاء في سماء الإنسانية بمقتضى ودلالة روح الضمير الذي أحياه أمير الضمير بين رموز قادة الفخامة والعظمة البحرينية، ولم تشهد البشرية منذ زمن بعيد ورود هدايا ريادية وقيادية ممتدة عطاياها الأفقية لخدمة الإنسانية جمعاء، ولم تلحظ من قبل منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي عبور رياح لنسائم إيمانية كما هي الآن متوقفة تدور حول وفي أحد أجمل بقع المنطقة، وهي مملكة البحرين، التي حباها الله عز وجل بأكمل وأجمل وأعظم هدية في الاستقرار والأمن والأمان المعيشي والتنموي البشري.
فقيادة الرموز الثلاثة العظام لمملكة البحرين “جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر خليفة بن سلمان آل خليفة وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين سلمان بن حمد آل خليفة” من الظواهر الريادية العالمية النادرة في التعامل واحتواء الأزمات، وفي التكامل بينهم في القرارات المصيرية والتوجيهات لكافة القطاعات الحيوية وتجاوبها لخدمة البلاد والعباد، وفي التقدير المتبادل بينهم نظير أعمالهم الجليلة لخدمة الإنسانية.
والشكر والتقدير قد ظهر متلألئا جليا في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الثاني هذا العام من الملك المفدى لسمو رئيس الوزراء الموقر في إشادته لسموه باعتماد يوم للطبيب البحريني مع جائزة باسمه، وفي الكلمة الجميلة التي خرجت من قلب أمير الضمير بالتوفيق من الله لخدمة جلالته وتنفيذ توجيهاته، وفي الإشادة المميزة من الملك المفدى لولي العهد الأمين ودوره الريادي في إدارة الأزمة، وشكره لكافة القطاعات الحيوية “ومنهم الصحة والدفاع لا للحصر” التي تسهر على أمن وأمان الوطن ومن يعيش على أرضه، وللشعب البحريني الأبي الذي عُرِف عنه بتحمل الشدائد وقدرته على التغلب على الصعاب.
القرارات الكريمة الأخيرة من مجلس الوزراء والموجهة لخدمة المواطن بما يتعلق بمشاريع الإسكان لمحتاجيه وإعادة جدولة المستحقات المالية على بعض من أصحاب محلات بيع اللحوم في الأسواق، ودفع 50 % من رواتب منتسبي المنشآت الخاصة المتضررة، ودفع فواتير الكهرباء والمياه لثلاث أشهر لمالكي المنازل الأولى، وتكريم الوفود الرياضية والحفاظ على المساجد التاريخية الأثرية، هي من ضمن سلسة من القرارات الإنسانية والإستراتيجية التي لن تتوقف، وتعني الكثير للقيادة الحكيمة ولأمير الضمير بذاته من الناحية الإيمانية والتقرب إلى الله عز وجل، ولها تأثير كبير وسريع في حركة موقع المملكة الريادي في مؤشر التنمية البشرية والاقتصادية.
فتسخير الإمكانات في ظل الظروف الاستثنائية الصعبة مع جاهزية مؤسسات الدولة لتحمل مسؤولياتها، مع ما تم التوجيه له من حزمة سياسات وإجراءات مالية واقتصادية لاحتواء تداعيات الظرف الصعب المفاجئ، قد أظهر مدى التكامل القيادي والجهوزية التي تتمتع بها قيادة الرموز السامية في التعامل الإنساني الكبير للاحداث ومع ارتدادات الاحداث، مع تنامي الحس الإنساني المبني على روح الضمير الذي أحياه أمير الضمير لدى الشعب البحريني في تحمل مسؤوليته في المساهمة في تخطي الأزمة ومجابهة التحديات الاقتصادية والتنموية، والتي لم تدخر جهدا القيادة الحكيمة في توفير ما يلزم للتصدي لهذه الجائحة وتبعاتها.
والاهتمام اللامحدود من لدن أمير الضمير حفظه الله عضيد جلالة الملك المفدى وتعطشه لخدمة ورفاهية المواطن والأرض ومن يمشي على ترابها؛ يمثل مرحلة صعبة التتبع من الناحية الفلسفية لشخصيته الإيمانية العميقة لتشعب إنسانيته في اتجاهات كثيرة، وتمثل قيادة سموه نقلة نوعية في الحركة التنموية البشرية في العالم، مما جعل من مملكة البحرين مثالا يُحتذى به للتطور والتقدم المستمر في الكثير من المجالات التنموية، والتي بدأت تصعد مؤشرات مراتبها باتجاه الهدف الإنساني الذي وضعه سموه للوصول إليه، وهو القمة.