العدد 4269
الإثنين 22 يونيو 2020
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
الأسلوب الإداري المناسب في الوقت المناسب
الإثنين 22 يونيو 2020

ربما أستطيع القول بأن علماء الإدارة والممارسين للعمل الإداري من القادة وتأسيسًا على الخبرة العملية يتفقون على ضرورة توظيف الأسلوب الإداري المناسب في الوقت المناسب وبالمنهجية المناسبة التي تحاكي واقع الظروف المفروضة والمتحكمة في بيئة العمل والمجتمع المحيط بالمؤسسة. في هذا المسار قد ترى القيادة الإدارية نفسها ومن أجل المصلحة العامة أن تلجأ إلى استخدام أساليب لا تتمتع بقبول حسن من قبل العاملين. والآن دعني سيدي القارئ أن أعرض أمامك مواقف وممارسات حصلت في هذا المساق.

يقول عادل الجوجري، مؤلف كتاب النمر الآسيوي مهاتير من شاب متمرد إلى بطل إسلامي: ’’إن مهاتير يرى أن فكرة المستبد العادل ربما تكون هي الأنسب بالنسبة لبعض الشعوب والمجتمعات خلال مراحل معينة من التطور السياسي والاقتصادي‘‘ انتهى. ولتنشيط الذاكرة فإن هذا النمط من القيادة يضع جميع أمور المؤسسة في يد شخص واحد ولايسمح بالمشاركة في اتخاذ القرارات.

الإدارة المركزية: هي تكاد تدور في فلك الإدارة المستبدة حيث إن السلطة في هذا الأسلوب الإداري بيد المستوى الإداري الأعلى، وهذا يمكّنه من التفرد في اتخاذ القرار. بدأت بعض المؤسسات في تطبيق هذا الأسلوب مؤخرًا كإجراء للتعامل مع الركود في الأعمال الذي خلقه وباء كورونا وتآكل على أثره حجم الموارد. من مزايا هذا الأسلوب سهولة عملية الرقابة والتشغيل الأمثل للموارد المتاحة وتوفير النفقات والمتابعة اللصيقة لأداء الأفراد وانضباطهم.

التوجه نحو تطبيق الهياكل التنظيمية المسطحة. هذا النمط من الهياكل يعتبر الحل الأمثل في رأيي للحد من البيروقراطية التي أصبحت مثار الجدل والشكوى المستمرة. تتميز هذه الهياكل بقلة عدد المستويات الإدارية وفيها يتسع نطاق إشراف المديرين وتكون القرارات لا مركزية. هذا النوع من الهياكل قد لا يخدم تلك الفئة من المسئولين التي تصر على وضع بصمتها على المعاملات تحقيقًا لغرور الـ (أنا) المفخمة لديها. ما رأيك سيدي القارئ أليست للضرورة أحكام؟ وهذا ما تفعله القيادة الإدارية أحيانًا للحفاظ على استمرارية المؤسسة وبقائها في دائرة التنافسية رغم عدم رضا البعض؟!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية