العدد 4234
الإثنين 18 مايو 2020
banner
خالد موسى البلوشي
خالد موسى البلوشي
هل تعلمنا من دروس رمضان “الكوروني”؟
الإثنين 18 مايو 2020

سينقضي شهر رمضان بعد أيام قليلة، ويرحل بعد أن علمنا درسا مفيدا في زمن الكورونا وفقد قضينا لياليه المباركة بين جدران منازلنا، بعيدين عن مساجدنا ومجالسنا، وممارسة عاداتنا التي اعتدنا عليها في كل عام.

تعلمنا من الشهر المبارك أن البحرين أرض خصبة للتكافل الاجتماعي فقيادتها داعمة ومشاركة في المبادرات الخيرية، وشعبها بذرتهم صالحة ومتربية على عمل الخير كأفراد أو ضمن مؤسسات المجتمع المدني التي كفل حرية عملها الدستور البحريني ونظم عملها القانون، فالتكافل الاجتماعي سمة جميلة وأصيلة في المجتمع البحريني تبدأ في “نقصة” رمضان اليومية بين الجيران إلى تضافر جهود الوطن والمواطن والمقيم في تخفيف الأعباء المعيشية على إنسان تضرر من الكورونا بعيد كل البعد عن لونه وعرقه، وأصبح الشغل الشاغل كيف نسعد بعضنا البعض، وهذا ما بان جلياً على الدور الكبير والمبادرات الراقية التي طرحت منذ بداية جائحة كورونا ودخول شهر رمضان المبارك من قبل الجهات الرسمية والأهلية والتجارية والأفراد من مواطنين ومقيمين.

تعلمنا من رمضان في هذه الظروف الاستثنائية أن الخوف على بعضنا البعض قد يصل إلى البعد عن العين، والكف عن تقبيل جبين أعز البشر للقلب، وقد اعتدنا أن نكون أول الحاضنين لهم مع إعلان دخول الشهر أو يوم العيد بل مع طلوع شمس كل يوم لأخذ بركة اليوم من الوالدين، فأصبح بعضنا يسلم من بعيد بالإشارة وجها لوجه، والبعض الآخر من خلال شاشة أو سماعة الجوال، وأصبح من البر بالوالدين عدم تقبيلهم خوفاً عليهم من الكورونا، وهذا درس بأننا قد نجبر على قطع وصال أعز البشر على قلوبنا من الوالدين والاهل والخلان، في حين قد مرت علينا أزمنة قطعنا وصالهم بمحض إرادتنا بالانشغال في ميادين الحياة.

تعلمنا من الشهر الفضيل إن هناك أساسيات في الحياة اليومية لا يمكن الاستغناء عنها كالتعبد والتقرب إلى الله في كل مكان حتى وأن أغلقت المساجد، كما أن الجلوس مع أفراد العائلة الصغيرة جميل بكل معانيه بعد أن كنا نقضيه في التنقل بين المجالس والليالي الرمضانية، والمجاملات والبروتكولات، وإن هناك الكثير من الأمور الثانوية يمكن الاستغناء عنها حيث كنا نضعها ضمن الأساسيات في حياتنا.

ويبقى السؤال: هل تعلمنا الدرس؟ أم سنعود كما كنا!

 

تغريدة

الشَّدائد قرائن اللَّطائف، تأتي الشِّدة وفي خفاياها لُطفٌ كثير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .