العدد 4215
الأربعاء 29 أبريل 2020
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
الكلمة والمسؤولية
الأربعاء 29 أبريل 2020

الصحافة مرآة أي مجتمع حيوي نشط، يعج بالحيوية والانتعاش، والكتاب عيون المجتمع التي ترى المكاسب والأخطاء معاً، وقد تعلمنا طوال السنوات الماضية من سمو الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه أن الصحافة – والصحافيين - ضمير المجتمع والمعبر عن واقعه وتعكس صورة المجتمع بكل جوانبه، ترى المكاسب وتشيد بها وترى الأخطاء في ذات الوقت وتنبه لها، تشيد بالمنجزات وتنتقد الأخطاء ولكن لا تجرح ولا تضخم، فهي مثل الطبيب الذي يشخص المرض والبقية على الدواء، هكذا تعلمنا أن الصحافة تشخص وتترك العمل للجهة المعنية لتصلحه وتنجزه.

اليوم وفي ظل الظرف الطارئ الذي يمر به العالم ومن ضمنه مجتمعنا البحريني، هناك حاجة ملحة لتلعب الصحافة والكتاب دورًا حيويًا ونشطاً بل استثنائيًا في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي نعيشها ضمن ظروف أشبه بحالة طوارئ دولية يتكاتف فيها العالم على مواجهة تحدياتها بكل عزيمة وإصرار، فالوضع دقيق وهناك من الذين يحاربون على الجبهة وفي الصفوف الأولى من أطباء وممرضين ومسعفين ومتطوعين، وهناك من يقف في الصفوف الثانية أيضًا يقدم الدعم والمساندة وهناك بالطبع المتفرجون والمطبلون والمنافقون ومعهم تجار الأزمات الذين يتغذون على حالات الطوارئ ويستغلون الأوضاع لمصالح شخصية ضيقة وهذه الفئة موجودة بكل رقعة من العالم ومهمتها الاستغلال والمصالح، ومهمة الصحافة والصحافيين التنبيه لهذه الفئة.

نريد من صحافتنا وكتابنا ومجتمعنا كله أن يتكاتف ويعمل ضمن ورشة عمل شاملة وحيوية ولا شك في أنه خلال العمل وخلال الإنجاز تقع بعض الأخطاء وتحدث بعض التجاوزات ويحدث بعض التقصير، وهنا لا يجب أن نتحسس من دور الصحافة والكتاب بحجة الوضع الخاص والمرحلة الطارئة، بالعكس وعلى النقيض من هذا، هنا في مثل هذه الأوضاع الدقيقة يأتي دور الكاتب والصحيفة... لا نريد أن يستغل البعض الإنجازات والنجاحات لإغفال الأخطاء وتمريرها بحجة الوضع الراهن، نحن نقف مع كل الذين في الصفوف الأولى يضحون بحياتهم وندعم كل ورشة بناء وإعمار وبذات الوقت ننظر بعيون الصحافة الموضوعية التي ترى بعين المكاسب والمنجزات وترى بالعين الأخرى الأخطاء دون أن تخل بقواعد العمل الصحافي الموضوعي ولا مسؤولية القلم والكلمة. وقد أكد سمو رئيس الوزراء حفظه الله من كل شر أهمية الدور الفاعل للكلمة الحرة وهي تجسد الوعي والمسؤولية بفضل دور الكتاب البارز في تنوير الرأي العام.. هذا ما تعلمناه من سموه وهو نبراسنا تجاه مجتمعنا وتجاه الكلمة ونحو مكاسب وطننا الذي بنيناه بعرق وجهد وتضحيات الأوائل الذين حملوا مشعل الحرية والتنوير ولحق بهم الأبناء في جعل الكلمة حائط الصد الأول في استقرار وأمن بلادنا.

 

تنويرة:

لا تسرع وقت البطء ولا تبطئ وقت السرعة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .