العدد 4201
الأربعاء 15 أبريل 2020
banner
كورونا وكرامة الإنسان... الغرب يخسر ونحن نفوز
الأربعاء 15 أبريل 2020

كانوا فرحين مبتهجين بما حققه العلماء في كل مجال من مجالات الكشف عن أسرار الطبيعة، وفي كل ميدان من ميادين الاختراع والابتكار لتسخير قوى الطبيعة وثمرات المعرفة في سبيل مزيد من رفاهية الإنسان، وفي سبيل مزيد من السمو به وتمكينه من إماطة اللثام عن كل مجهول من خبايا الكون، حتى تصورنا أنهم بالفعل أسياد الكشف والابتكار والدفع بإنسانية الإنسان إلى الأسمى والأرفع والأشد تحقيقا لكرامته، لكننا كنا على خطأ فادح وكشفت لنا أزمة كورونا أن الغرب برمته لم يغير نظرته إلى الإنسان وشدة إحساسه بالطمأنينة، فعندما تأتينا الأخبار أن عدد الوفيات في الولايات المتحدة يتجاوز 2000 شخص في يوم واحد، وكثير من الشركات والمؤسسات أغلقت وخسر الآلاف وظائفهم، وفي بعض الولايات خلت رفوف المحلات من الأكل، وحدث سطو عليها وأعمال تخريب.

كيف نقنع أنفسنا بأن الغرب يحترم حقوق الإنسان وهو تخلى عن مواطنيه العالقين في الخارج وأخبرهم أنهم يستطيعون الحصول على ما يريدون عن طريق “الدفع”، أو اللجوء إلى الكنائس لتخفيف الدموع، وأكبر جبال الصمت والأهوال التي رأيناها طلب بعض الدول الأوروبية مساعدات إنسانية، لا طعام ولا مستشفيات ولا أعمال، وكل ليلة يقرأون أمسية الموت.

حينما خرجوا من الظلمة، ظلمة الغرور والتعالي، غلبتهم دموع الحزن والغمة عندما شاهدوا الحياة في دولنا تسير بشكل طبيعي، والمواطن مرفوع الرأس بفضل ما وفرته له قيادته وحكومته، حتى المواطنين العالقين في الخارج عادوا مكرمين معززين وحجزت لهم أرقى الفنادق طوال فترة انتظارهم، وبدافع المسؤولية الوطنية احتل “التطوع” مكان الصدارة في أولويات المواطن، وشيئا فشيئا تقترب دولنا من تسجيل أروع ملحمة عرفها التاريخ الحديث في التماسك والوحدة في مواجهة الأزمات.

صدق المفكر محمد عمارة رحمه الله عندما قال “إن حقوق الإنسان، ليست مجرد حقوق، من حق الفرد - أو الجماعة - أن يتنازل عنها أو عن بعضها، إنما هي ضرورات إنسانية، فردية كانت أو اجتماعية، ولا سبيل إلى حياة الإنسان بدونها، حياة تستحق معنی الحياة”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .