العدد 4199
الإثنين 13 أبريل 2020
banner
النواب والثقافة والفن... حوار أجراس صامتة
الإثنين 13 أبريل 2020

حوارنا مع السادة النواب بشأن الاهتمام بالثقافة والإبداع مثل حوارنا عن الزهد أم العفة، اليقظة البيضاء أم النعاس الأزرق، حوار أجراس صامتة ملتصقة بالجدران، ووجه يقع في أقصى الحياة. 40 نائبا ولا أحد منهم لغاية اليوم تقدم بمشروع يدعم النتاج الفكري والثقافي والفني وتطوير المسائل الثقافية وتشجيعها، لا أحد اقترح مشروعا واضحا ينير الطريق الرحب أمام الفنانين والأدباء والكتاب جميعا، للإقدام على العمل الواسع من أجل التأليف والإنتاج الفني وتشجيع الشباب.

إن تشجيع القدرة الخلاقة لدى الفنانين يؤدي إلى ثمرات يانعة وافرة، والشيء الملفت أن في ذلك الزمن الذي لم نكن نعرف فيه النواب كان التركيز واسعا على الحياة الثقافية والفنية والأدبية، ففي أوساط الأدب والفن سواء في حقل النشر في الصحف أو إصدار الكتب وبين الكتاب والفنانين، حراك دائم لبذل الجهود لتقديم مزيد من الإنتاج بواسطة ريشة الرسام أو قلم الأديب أو أوتار الآلات الموسيقية أو منجزات ذوي المواهب المغنين إلى غير ذلك، كانت صورة الحياة الثقافية رائعة بل كان الأدب يؤثر في الحياة وتطورها وتغييرها، أما اليوم وبوجود النواب الذين من المفترض أن يقوموا بدور كبير في مساندة وتشجيع الفنانين والأدباء وتفهم مشاكلهم وتحسين أعمالهم عن طريق التشريعات والقوانين، لا نرى أية صورة أو كلمة أو وزن للثقافة عند النواب، وكأن المثقف أو الأديب يشبه أحد مخلوقات ما قبل التاريخ.

لا أحد يمشي على السلك الممتد ويخرج علينا ويقول “الناس في وين وأنت وين”، لأن من يقول ذلك يفكر بالابتعاد إلى مكان آخر خوفا من الحقيقة، فقبل كورونا ومع كورونا وحتى بعد أن تختفي ويتحرر العالم منها، ستبقى الثقافة – والفن - بعيدة عن أحاديث السادة النواب وصفحاتها العريضة ستخلو من تواقيعهم، بما فيها المبادرات الشخصية، وما أكتبه وأطرحه أمام الرأي العام للمناقشة، إذ لم يحدث وشاهدنا نائبا واحدا منهمكا في شؤون الحياة الثقافية والفنانين والكتاب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .