العدد 4198
الأحد 12 أبريل 2020
banner
إن أردنا التعمير الحضاري علينا دعم الكتاب
الأحد 12 أبريل 2020

قبل أزمة “كورونا” كان الكتاب العربي يعيش مرحلة انحدار وانتكاس شديد، واليوم أصبح الوضع أكثر تعقيدا وكأني بالكتاب يعيش على نبضات قليلة مضطربة على أمل إنعاشه، ومؤخرا وجه اتحاد الناشرين العرب رسالة مفتوحة إلى ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية جاء فيها: “نناشد الحكومات العربية جميعها تضمين قطاع صناعة النشر ضمن حزم الدعم المختلفة والتي تم رصدها في دعم اقتصاديات الدول... وأوضحت الرسالة أن هناك شرائح كثيرة مجتمعية واقتصادية تتأثر تأثرا مباشرا بقطاع صناعة النشر كالمؤلفين والمترجمين والباحثين وكذلك المصممين الفنيين والرسامين وقطاع المطابع بكل أنواعها”.

وبحسب تقدير محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب، فإن خسائر قطاع النشر في الدول العربية بلغت نحو 20 مليون دولار، كما تم تأجيل 10 معارض كتب بسبب جائحة كورونا منها معرض البحرين للكتاب ومعرض بغداد للكتاب ومعرض الرياض للكتاب ومعرض أبوظبي للكتاب ومعرض تونس للكتاب.

هناك حقيقة قديمة حديثة نعتقد أنها أصبحت فوق مستوى النقاش، وغدت حقيقة مؤكدة في تاريخ الحضارة، حقيقة تقول لا حياة للأمة بدون كتاب، ولا حضور في العصر كقوة فاعلة بدون كتاب، وأهم ما قدم العرب في مجال العلم هو الكتاب، فقد دونت مؤلفات لا تحصى في كل موضوع ويكفي أن القرون التي ازدهرت فيها الحضارة العربية تعد بين أكثر العصور روعة في تاريخ الفكر الإنساني، لهذا يجب أن لا يواجه سوق الكتاب مشاكل جسيمة وعلى الحكومات مواصلة الجهود في دعم النتاج الثقافي وتطويره، وإعطاء الكتاب مزيدا من العناية والنظر إليه بعين مفتوحة.

من المؤكد أن هناك مقترحات للعمل غير التي ذكرها اتحاد الناشرين العرب، لأن الأهم تحقيق نشاطات أرقى وإسناد الكتاب العربي في ضوء الظروف الراهنة، فالكتاب لا يقل شأنا عن أي ميدان آخر، وحركة النشر والتأليف تعزز مكانة الدول بحيث تصبح الثقافة حياة لكل الناس وليس امتيازا ولقبا، فإن أردنا التعمير الحضاري علينا دعم الكتاب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية