لم تمنع حالة التضامن التي فرضتها الحرب التي يخوضها العالم ضد جائحة فيروس كورونا المستجد، والتعاطف بين جميع الدول والشعوب، بعض الدول من العمل لتحقيق مصالحها أو محاولة فرض نظام عالمي جديد يضمن لها الغلبة الاقتصادية والهيمنة السياسية بعد انتهاء هذه الجائحة، فاختلطت المساعدات الإنسانية والطبية بأهداف استراتيجية ومطامع جيوسياسية، كما حاولت بعض الأطراف “المندثرة” استغلال الأوضاع الراهنة لإعادة الظهور مرة أخرى.
قدم تنظيم داعش الإرهابي الصورة الفجة لهذه الأطراف المجرمة التي لا تتورع أبدا عن استغلال أي ظرف لتؤكد وحشيتها وعنفها وتطرفها، فقد نشرت “مجموعة الأزمات الدولية”، تقريرًا حذرت فيه من عودة نشاط تنظيم داعش الإرهابي مرة أخرى مستغلا أزمة انتشار فيروس كورونا والانشغال الكبير بمكافحته ومواجهته، وحالة الهلع الواسعة منه وعدم تفكير الدول والشعوب في أي أمر سواه.
واستشهد التقرير بما أكدت عليه جريدة النبأ الأسبوعية الصادرة عن داعش بأن الحرب شاملة ومستمرة رغم انتشار فيروس “كورونا” وخصوصا مع انشغال أنظمة الأمن الوطنية والدولية التي تتصدى لعمليات التنظيم، داعية “المتطرفين” أنصار التنظيم لانتهاز هذه الفرصة والفوضى الحاصلة في مهاجمة الدول المصابة بالوباء وزيادة العمليات الإرهابية، لاسيما في سوريا والعراق وأماكن أخرى، والعمل على تحرير أسرى التنظيم من السجون والمخيمات.
وتعد إيران نموذجًا آخر لمثل هذه الانتهازية للأوضاع الإنسانية المؤلمة التي يعيشها العالم رغم أنها من أكثر المتضررين منها، إلا أن هذا لم يمنعها من العمل لأجل صناعة القنبلة النووية في نهاية 2021م، وذلك وفقا لصحيفة “إسرائيل اليوم” الإسرائيلية التي أشارت إلى قلق إسرائيل من إمكانية أن تستغل إيران الاهتمام العالمي بوباء كورونا، وتتقدم سرا في مشروعها النووي وذلك لصرف الأنظار عن انهيار النظام الإيراني في مواجهة أزمة كورونا والارتفاع الرهيب للمصابين والمتوفين جراء هذا الفيروس واستمرار الوضع المعيشي والاقتصادي الخانق للشعب الإيراني، ومستغلة عدم قدرة أعضاء اللجنة الدولية للطاقة الذرية عن القيام بالرقابة على منشآتها النووية.