في مثل هذا الظرف الاستثنائي الذي ستُستأنف فيه الدراسة مجدداً في المدارس ومؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة يوم التاسع والعشرين من الشهر الجاري وفق ما ورد عن اللجنة التنسيقية برئاسة سمو ولي العهد، يظهر التّعليم الإلكتروني الملاذ الآمن الذي يهب سانح الفرص من أجل تعليم عالي الجودة، تُستخدم فيه أحدث التقنيات المتوافرة بما يتلاءم وتطلعات الأجيال الحاضرة التي تُسخّر متنوع أدوات التواصل الاجتماعي ووسائل التراسل المباشر والحوسبة السحابية بصورة أكثر مثالية في تقديم تّعلم يتوافق مع واقع وطبيعة أجيالنا الحاضرة؛ الأمر الذي شكّل ضرورة اللجوء إلى ما اصطلح عليه بالتعليم الافتراضي الذي يُمكّن لبناء نظام تعليمي لا يمسّ بالنظام التعليمي القائم فحسب، بل ويشغر حيزاً كمركز نشط تُقدم فيه أفضل المقررات الدراسية بقيادة أجود التربويين والأكاديميين ممّن يُوظفون أحدث الأساليب والأدوات التعليمية اللازمة وسط فناء جغرافي مفتوح وبيئة إثرائية جاذبة ذات معلومات متدفقة في فضاء الإنترنت الواسع دون أن تُقيّد بصف دراسي أو كتاب مدرسي.

تُشير الأدبيات ذات العلاقة، إلى أنّ التعليم الافتراضي Virtual Education نوع من التعليم العصري الذي يتلقى فيه المتعلمون تعليمهم في مراحل الدراسة المدرسية أو الجامعية من أماكن سُكناهم بشكل تفاعلي وتواصل مباشر بالصوت والصورة، وبأقل التكاليف، وبمتابعة من أساتذتهم وإشراف مباشر من أولياء أمورهم عن طريق قاعات تسجيل ودوائر بث متصلة بشبكة إنترنت تُغنيهم عن حاجة الذهاب لأماكن دراستهم الفعلية مع توفر الكتاب المدرسي الإلكتروني الذي يُقلل من كم الأعمال الإدارية للمعنيين بالمؤسسة التربوية وتعويد المتعلمين الاعتماد على النفس في سبيل المزيد من النجاحات وتوفير الجهد والمال بعد توافر عناصرها الأساسية مجتمعة، كبيئة الحوسبة السحابية في فصولها الافتراضية وبناء المواقع والبرامج التعليمية والتقويم الإلكتروني والمختبرات الافتراضية والرحلات الإلكترونية، علاوة على النشاطات التعليمية الفعالة الداعمة للبيئة التعليمية، بصحبة المعلم الخبير والجدول الدراسي والمناهج المرنة.

نافلة:

مثالاً لا حصراً، بَدَتْ البوابة التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم، وسيلة الاتصال الرئيسة للمتعلمين في جميع المراحل الدراسية في كل المدارس الحكومية عبر تقديم شامل الخدمات الإلكترونية في هذا الظرف الاستثنائي الذي يستوجب توفير المحتوى التعليمي الرقمي لمختلف المواد الدراسية مع ضرورة فتح قناة اتصال إلكترونية مباشرة على غرار ما نفذته بعض المدارس الخاصة، بعيداً عن رمي البيت بالكم الهائل من المتطلبات دون أنْ يطالها شرح أو تفصيل!.