+A
A-

30 كلم تفصل قوات النظام عن كامل طريق دمشق حلب

قبل ساعات، كان أمام النظام السوري قرى معدودة للسيطرة على طريق دمشق حلب الدولي المعروف بطريق M5، بعدها أكملت قواته مدعومة بالمسلحين الموالين لها التقدم ضمن مناطق ريف حلب الجنوبي بالقرب من الحدود الإدارية مع محافظة إدلب.

وتمكنت من السيطرة على مناطق تل تباريز وأجز ومحاريم وخواري وحوير العيس وأباد والمكحلة، وجامعة إيبلا في ريف حلب الجنوبي.

لتكون بذلك قد سيطرت على كامل أجزاء طريق دمشق - حلب الدولي داخل الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، ما يعني أن 30 كيلومترا فقط تتمثل في 13 قرية وبلدة لا تزال في أيدي المقاتلين، تفصل قوات النظام عن السيطرة على الطريق بالكامل.

وكانت قوات النظام بسطت سيطرتها، الجمعة، على كل من القلعجية وخلصة وزيتان وبرنة وحوير العيس بريف حلب الجنوبي، وواصلت تقدمها نحو السيطرة على باقي أجزاء الطريق الذي يعد الأطول في سوريا بمسافة فاصلة بين محافظتي دمشق وحلب بنحو 356 كم.

فيما تستمر المعارك في ريف حلب الجنوبي بين الفصائل ومجموعات أخرى من جهة وقوات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة أخرى، بالتزامن مع قصف واستهدافات مكثفة بين الطرفين.

كما تشهد بلدات "كفر نبل" وقرى "جبل الزاوية" قصفا متقطعا من تمركزات قوات النظام في ريف إدلب.

وقف الهجوم والكارثة

بالتزامن، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الجمعة، أن وفداً روسياً سيصل إلى تركيا، السبت، لإجراء محادثات تهدف لوقف الهجوم والحيلولة دون حدوث كارثة إنسانية في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا، بحسب تعبيره.

ودخلت قوات النظام السوري تحت قيادة روسيا، الخميس، مدينة سراقب ذات الأهمية الاستراتيجية في محاولة للسيطرة على آخر معاقل المعارضة في سوريا.

وأكد المرصد أن أي اشتباكات لم تقع "خلال دخول قوات النظام إلى المدينة". وتابع: "لا يزال مصير عشرات المقاتلين الذين كانوا محاصرين داخل المدينة مجهولاً على الرغم من أن بعض المقاتلين تمكنوا من الخروج عبر ممرات وطرق زراعية".

طريق هام

يذكر أن الطريق الدولي الذي يربط حلب بالعاصمة دمشق يحظى بأهميةٍ كبيرة لدى مختلف أطراف النزاع وتسعى جميعها معاً لإعادة فتحه بعد توقفٍ دام لسنوات.

كما يعد الأطول في البلاد ويبلغ طوله نحو 432 كيلومتراً، ويعتبر طريقاً أساسياً للاستيراد والتصدير، والذي يربط أبرز مدن سوريا ببعضها بعضا، من حلب العاصمة الاقتصادية شمالاً مروراً بحماة وحمص في الوسط ثم دمشق ودرعا جنوباً وصولاً إلى الحدود السورية ـ الأردنية، لذلك يكتسب أهمية اقتصادية كبيرة.

تبادل تجاري خارجي

إلى ذلك، كشف الباحث الاقتصادي أن "إعادة فتح الطريق ستقلص أيضاً المسافة الحالية بين دمشق وحلب نحو 175 كيلومتراً بعد الاستغناء عن طريق أثريا ـ خناصر الصحراوي، وبالتالي ستزيد عمليات التبادل التجاري اليومي بمعدلات أكبر من معدلات الطرق الفرعية بين جميع المدن السورية وكذلك قد يساهم في عملية إعادة الإعمار والاستثمار لأن أمن الطرقات وحيويتها ضروريان للاستقرار السياسي والاقتصادي ولعبور البضائع والمواد الأولية اللازمة لإعادة الإعمار".

وتابع في هذا الصدد "كذلك حجم التعامل التجاري بين سوريا والأردن سيزيد بعد فتح هذا الطريق مجدداً لاسيما أن المعبر الحدودي مع الأردن قد فُتح منتصف أكتوبر الماضي".

كما أن الصادرات السورية وحركة الترانزيت سيكون بإمكانها الوصول لأسواق مصر وغيرها مثلا بكمياتٍ أكبر وتكلفة أقل من كلفة الشحن الجوي والبحري.