كما هو واضح وجلي أن عام 2020 سيكون حافلًا باشتعال المحارق في المنطقة، وينبئ عن بوادر أزمة اقتصادية عالمية طالما تم التحذير منها، قد تكون أقسى من الأزمة المالية لـ 2008، فالقادمة أزمة اقتصادية، وليست فقط مالية، وستكون هناك حروب أو فتن سياسية عاصفة.
وأنا هنا، ومن منطلق المسؤولية الوطنية، والثقافية، أتمنى على المجتمعات العربية وخصوصًا أبناءنا الشباب في البحرين، الحذر من أي بيانات أو خطابات تأتي من الخارج، تسعى إلى إخراجهم في مظاهرات مهما كانت التسميات والشعارات، وأتمنى من الآباء الانتباه لهؤلاء الأبناء، ورفع وعيهم من أن يقعوا ضحية أي شعار سياسي أو تعبئة تأتي من خارج الحدود. أتكلم من منطلق المحبة، والحرص، والإنسانية آملا أن يكون لهم ولكل بحريني المستقبل التعليمي والمهني والحياتي الجميل حاضرا ومستقبلا. وأقول لأبنائنا الأعزاء، لا مزيد من المحارق، ودفع الفواتير السياسية، ولا تقبلوا أن تكونوا حطب المحارق لأي صراعات إقليمية، وانتبهوا هذه المرة، وضعوا مصلحة الوطن فوق كل شيء.
كونوا حذرين من أي تعبئة خطابية عبر القنوات، أي قناة أو عبر البيانات المتجولة، ولتستفيدوا من تلك الأزمات السياسية التي مرت، وسببت وجعا كبيرا للوطن، ولكم ولكل بحريني. أقول ذلك من منطلق الحب، والصدق الأخوي والوطني والشرعي والأخلاقي، كما حذرت منذ 18 عاما من مقاطعة التجربة البرلمانية، وحذرت من تداعيات (الربيع العربي)، وخرجت في الأزمة التي مرت بها البلاد في 2011، ودعوت بكل بوضوح ألا تنجروا لما يحدث في الإقليم من محارق وأزمات، وأثبتت التجربة مصداقية قولي، وإن كان هدفي في ذلك المحافظة على الوطن وعلى الناس، أكتب اليوم وبكل صدق، ومحبة، وأكرر ذات الخطاب، ضعوا يدكم بيد جلالة الملك، والوطن في لو لا سمح الله حدثت أزمة عالمية أو إقليمية، ولنعمل سويا في الحفاظ على إنجازاتنا وخياراتنا وأولوياتنا الوطنية. وعلينا كمثقفين ومؤسسات ومجتمع أن نقف صفًا واحدًا متراصًا، وألا نسمح لأي خطاب يقود أي شاب أو ابن من أبنائنا إلى المحرقة أو يكون حطبًا للمحارق.
لقد وجدتم الأعراس البحرينية كيف بدأت في نهاية هذا العام، والتحالف الشعبي الكبير بعد فوز منتخب البحرين بكأس الخليج العربي، وكيف خرجت البحرين عن بكرة أبيها شيعة وسنة بوحدة وطنية وحب وطني كبير تحت قيادة جلالة الملك، وكيف عمت الفرحة البحرين، وأيضا شهدنا أعراسا إضافية جراء موقف جلالة الملك في إجراءات العقوبات البديلة، وخروج المئات من البحرينيين، وهنا زادت الفرحة، وزادت الأعراس الوطنية ناثرين الورد بالدعاء أن تكون كل البحرين أفراحا ومسرات في قادم الأيام.
نحن كمجتمع بحريني، لنا خصوصيتنا البحرينية، ومشاكلنا، فلسنا مسؤولين بما يجري، ويحدث من تجاذبات بين صراع براغماتي أو سياسي بين إيران وأمريكا إلا ما ترسمه لنا مصلحة الخريطة التي ترسمها قيادة البلاد. أعلم أن وعي المجتمع البحريني أصبح أكثر حذرًا، وتعلمنا من تجارب الماضي أن نحذر من أي فتنة إقليمية، ونعمل على صناعة مجتمع بحريني علمي ثقافي يسعي لصناعة الإنجازات لصالح الوطن. حفظ الله البحرين قيادة وشعبا.