+A
A-

"الكريسماس".. فرح وتجارة

يبحث ميشيل عن هدية مناسبة لزوجته بمناسبة عيد الميلاد، يفكر مليا قبل اختياره حلية من الذهب تحمل حبة لؤلؤ بحرينية صغيرة مع سلسلة.

يؤكد ميشيل، وهو مهندس ديكور لبناني، أنها السنة الأولى له ولزوجته التي يقضيان فيها عشية الكريسماس في المملكة، كونهما انتقلا للعيش بالمنامة منذ شهر مارس الماضي فقط.

أشاد بالأجواء الجميلة التي توفرها البحرين في هذه الأيام بالأسواق والشوارع، (...) هدوء وأناس لطيفين وشيء من الاحتفال بأعياد رأس السنة، فقد وضعت بعض الفنادق والمحال التجارية الأشجار المزينة وبعض مظاهر الفرح.

وتنتعش مبيعات الهدايا والحلويات والألعاب والورود والملابس والمطاعم والفنادق وكل ما له علاقة بالعيد في هذه الأيام، حيث تستعد المحال لهذه المناسبة وتعرض ما لديها على واجهاتها لاستقطاب الزبائن.

وبحكم وجود جالية أجنبية في البحرين يصل تعدادها إلى أكثر من نصف مليون نسمة تقريبا، كثير منهم مسيحيون فأن الأسواق تنشط في أعيادهم، حيث يشترون الهدايا ويخرجون للاحتفال في المطاعم والفنادق وغيرها من الأماكن الترفيهية.

لكن "لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن" كما يقول البائع في محل للذهب بمدينة الذهب في المنامة، الذي أكد أن الحركة هذا العام قليلة و"متواضعة" تماشيا مع الركود الاقتصادي الذي أصاب كل شيء تقريبا.

وبين أن القدرة الشرائية لدى الناس تغيرت كثيرا قياسا بالسنوات السابقة، فهناك غلاء بالمعيشة وزيادة في مصاريف العائلات مع ثبات بالرواتب.

وأوضح أن محله كان في مثل هذه المواسم، أي بالأعياد يبيع بنسب كبيرة تعوض كل أيام الكساد طوال العام، الأمر الذي لم يحصل هذه السنة.

إلى ذلك أشار الفلبيني أندرو، الذي يعمل في محل لبيع الزهور، أن العمل خلال اليومين الماضيين كان جيدا، والطلب ارتفع على الباقات تماشيا مع الأعياد، حيث يفضل الكثيرون إهداء الورود في هذه المناسبة.

وبين أنه، على الصعيد الشخصي، رتب مع أصدقائه من أبناء بلده للاحتفال برأس السنة الميلادية، كعادتهم كل عام، موضحا أنهم يكتفون باللقاء في بيت أحدهم بدلا من الذهاب إلى مطعم أو فندق، لأسباب مالية.

ولم يعد الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة مقتصرا على المسيحيين سواء في البحرين أو غيرها من الدول.

ويشكل المسيحيون نحو 10.2 % من سكان البحرين (بحسب إحصاءات رسمية للعام 2017)، أي نحو 150 ألفا، إذا ما علمنا أنه يعيش على أرض المملكة نحو مليون ونصف نسمة.

كما تنتعش الفنادق والمطاعم هي الأخرى بالاعتماد على زوار المملكة من دول الخليج الأخرى، لاسيما الأجانب المقيمين بالسعودية.

ويسمح جو التسامح والتعايش والتعدد والانفتاح في البحرين بحرية الاحتفال والتزيين وإبداء مظاهر العيد دون تحفظ، وهو أمر ليس مقتصرا على أعياد الميلاد، بل يشمل جميع الأعياد والمناسبات الدينية لجميع الطوائف والملل الموجودة على أرض المملكة. وتحتضن المنامة كنائس ومعابد للمسيحيين والهندوس والبوذيين والبهائيين والسيخ والبهرة.

ويعتبر الأول من يناير في كل عام إجازة رسمية في البحرين، حيث تعطل وزارات ومؤسسات وهيئات الدولة بمناسبة رأس السنة الميلادية.