+A
A-

أنور قرقاش: انقسامات الدول العربية "لا سابق لها"

عبر وزير الدولة للشئون الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة أنور قرقاش عن أن الحديث عن الاستقرار في المنطقة لا يمكن أن ينفصل عن "الأحداث حولنا والنظام العالمي"، حيث ندخل العام 2020 بنظام عالمي يختلف عن سابقه ولا يوجد "فيه توجه واضح"، في ظل المزيد من الانقسامات بين الدول العربية بشكل "لا سابق له"، وهو من مهددات الاستقرار في المنطقة.

وقال في كلمته بجلسة منتدى حوار المنامة صباح السبت 23 نوفمبر 2019 أن دولة الإمارات لها ثقلها في اتخاذ القرارات الصعبة في الظروف الصعبة، لكن نرى أن الظروف والأزمات والتصعيد في المنطقة مؤخرًا يتطلب الدبلوماسية الفعالة ونظام عالمي قائم على القواعد، فهذه الدبلوماسية يمكن أن تساعدنا على معرفة كيفية ظهور الأزمات ونعود لمفهوم العالم العربي الوسيط، والمملكة العربية السعودية والأردن والمغرب تعمل وفق هذا المفهوم، وهذه النواة العربية مسألة مهمة وموقفنا فيما يتعلق بالاجتياح التركي لشمال سوريا مسألة لابد أن نناقشها لمعالجة تحديات هذه المنطقة، وساق نموذج لنجاح الدبلوماسية وهو "اتفاق الرياض بشأن اليمن"، حيث هندسته الدبلوماسية السعودية بطريقة ناجحة،  مما يمثل حجر أساس ومثال للقوة التي يمكن للدبلوماسية أن تضطلع بها لإحلال الاستقرار، والدول الإقليمية تستطيع أن تضطلع بدور مهم لإنجاح الدبلوماسية وجعلها فاعلة،

وأكد على الحاجة للحد من التشجنات وأن يكون هناك عنصر تفادي وحل النزاعات، وأن يكون لدينا منطقة اقتصادية مشتركة، وإذا ما راجعنا الأمثلة بمجلس التعاون كمنطقة إقليمية اقتصادية مشتركة، ففي العام 2003 كان لدينا تجارة بينية تقدر ب 6 مليارات دولارات أصبحت اليوم 30 مليار دولار، لذلك وبالإضافة إلى الدبلوماسية، لابد أن نضع رؤية إيجابية للاستقرار، ونحن نرى اليوم الشباب الذين ينزلون في الشوارع في إيران والعراق ولبنان لذلك نحن بحاجة للعمل على الدبلوماسية وهندسة رؤية تتعلق بالاستقرار المستقبلي

وعن "إيران" قال :"بصراحة، نحن نواجه سياسة إيرانية توسعية بدأت منذ 30 سنة وهذه السياسة واحدة من أسس انعدام الاستقرار في المنطقة/ ونحن ندرك أن مواجهة التوسع الإيراني مهم جدًا ولا أحد يطالب بمواجهة في جوار لا يتحمل هذه المواجهات، والمسألة معروضة على أنها خيار ما بين العودة إلى ما نراه خطة عمل مشتركة شاملة أو حرب، وأنا لا أوافق على هذين الخيارين، بل هناك مساحة واسعة للعودة إلى خطة العمل المشتركة الشاملة، وهناك طيف واسع من المساحة الدبلوماسية، فالمنطقة بحاجة إلى أن تراجع الأولويات، ونعلم أن الإيرانيين يحبون مناقشة العمل بشأن الخطة المشتركة، ولكن هذا يعني عدم الحديث عن الصواريخ الباليستية، وهي خطر كبير جدًا يهدد الاستقرار في المنطقة، ونعتبر أن الدول الإقليمية عليها أن تحمل أعباء المشاكل في المنطقة وإذا ما نظرنا في نهاية المطاف، فإن التوازن الجيواستراتيجي يواجه تحديات كثيرة ولا نزال في ذات الحديث عن الجيواستراتيجي والسبب في ذلك يعود إلى أن دول المنطقة تعهدت بأن تدافع عن التوازن وكلفته عالية جدًا، ونحتاج إلى أجندة الإصلاح الإيجابي.

وأشار إلى أن من الواضح أن ما نراه في العراق ولبنان من خلال وكلاء إيران يدفعنا لمعالجة قضايا الحوكمة والفساد وفعالية الحكومة، وهذه مسألة مهمة بالنسبة إلينا، إضافةً إلى الحاجة إلى نظام إقليمي مستقر قوامه الدول العربية، وهذه النواة القوية والصلبة فقد سئمنا من أن نكون مساحة للأطراف الأخرى ومنها إيران، بل نريد نظامًا عربيًا بعمل بطريقة أفضل ونؤمن نفوذنا وأمننا، وأنا بوضوح أقول أن العالم العربي يجب أن تكون لديه دولًا قوية ولا يجب ألا ننتظر الاستقرار لفترة طويلة بسبب الدول الضعيفة.