العدد 4055
الخميس 21 نوفمبر 2019
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
التقاعد... الوهم المنشود
الخميس 21 نوفمبر 2019

جميعنا يعلم أن التقاعد نقلة حياتية للمتقاعد، فرغم عمله لسنوات عديدة إلا أنه فجأة يجد نفسه متوقفاً عن العمل، وقد لا يملك بديلاً فيجد نفسه في فراغ وشعور بالحزن والكآبة والنقص كونه يعيش في مرحلة يتوقف فيها العطاء والإنجاز، فيشعر المتقاعد أنه لا قيمة له وحياته بلا معنى وطعم ولم يتبق من إنجازاته سوى الذكريات وبعض الأوراق ودروع التكريم، إن وجدت، ليبدأ الوجع الذي قد تتبعه أمراض نفسية وعضوية لا تنتهي، والأهم من ذلك أنه يظن أن في تقاعده راحة، بينما يكون في آخر سلم اهتمامات الدولة!

هناك من يضطر للتقاعد هرباً من الضيم وغياب الإنصاف من جهة عمله، ويأمل أن يجد في تقاعده مهربا، ليفاجأ أنه كمن استجار من الرمضاء بالنار! ويرى البعض أن من إنجازات الدولة للمتقاعد تخفيض بعض الرسوم إلى النصف، رغم أن بعض هذه الخدمات لا يحتاج إليها المواطن إلا كل خمس سنوات وربما أكثر، فضلاً عن أنها لا تطبق إلا على من تجاوز الستين سنة، رغم أن الدولة نفسها تشجع على التقاعد المبكر، ومن الملاحظات الأخرى أنه لا ينبغي مساواة المتقاعد بغيره في نسبة الزيادة السنوية، وكذلك الغياب التام لأية دراسة اجتماعية حقيقية عن ظروف المتقاعدين وأحوالهم! ولا يغيب عنا أن هناك كفاءات عالية من المتقاعدين يمكن الاستفادة منها لو بصفة الاستشارة.

يجب إعادة النظر في وضع المتقاعدين، فتحسين أوضاعهم يشجع الغير على التقاعد وهذا يساعد في حل جزئي لمسألة البطالة التي نعاني منها، لا توصدوا الأبواب أمام المتقاعد فيكون حبيس بيته فيصدق فيه ما نتداوله من باب التهكم من أن مصطلح المتقاعد يعني “مت وأنت قاعد”.

وأخيراً نصائحي لكل متقاعد أن يجد معنى آخر لحياته بعد التقاعد باستمرارية البحث وأخذ المعرفة والانشغال بما هو مفيد، يجب أن ندرك أن انتهاء خدمات الفرد في جهة ما لا يعني نفاد طاقته وتوقف إبداعاته ومهاراته، الحياة بعد التقاعد بداية لحياة أخرى نحن من يجعلها جميلة وقيمة بفتح أبواب جديدة نستكمل بها حياة التميز والنجاح.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .