العدد 4005
الأربعاء 02 أكتوبر 2019
banner
مواطنون لا تحبطهم الحياة
الأربعاء 02 أكتوبر 2019

أتطلع باهتمام ليوميات الشارع، ولحديث الناس، ولهمومهم، فهذا واجبي ككاتب وكمواطن من قبل، وهو واجب ينبع من صميم القناعة الأكيدة بأن خدمة الآخرين، ومد يد العون لهم، هو ترحيل لعمل خير سيأتيني في المستقبل، في أبنائي، أو في صحتي، أو في قضاء دَيني، مهما تأخر، أو تباطئه، لكنه سيأتي بالتأكيد.

وفي خضم زحام الحياة، ومشاكلها، وضوضائها، وكثرة ضجيجها، وسواد بعض الجوانب منها، وتغير النفوس والشخوص بها، يلفت انتباهي بين حين وآخر، أناس بالرغم من بساطتهم، ومسئولياتهم، ومشاغلهم، إلا أنهم في طليعة من يترك الأثر في الآخرين، ويزرع بهم البسمة والأمل والنجدة.

منهم، الأخ أحمد الغريب صاحب حساب (تواصل البحرين) في تطبيق الانستجرام، وهو حساب جميل ينشر يوميا أخبار المرضى والوفيات، ويزود المتابعين بالمعلومات اللازمة عن الحدث، يضاف إلى ذلك الزيارات الجميلة والمستمرة التي يقوم بها الغريب وزملاؤه للمرضى في المستشفيات والتي تنشر بالحساب، وتشجيعهم للناس بزيارة هذا المريض، وذاك. والدال على الخير كفاعلة.

هنالك أيضا الأخ أحمد البي، محفظ القرآن بمركز ابن الجزري الإسلامي، وما يميز البي هو اهتمامه الواسع في خدمة الطالب، والذي يتخطى حدود الفصل نفسه، حيث تواصل وباستمرار مع ولي الأمر، ليطلعه على أهم أخبار ابنه بالمركز، وأهم النصائح، والتوجيهات اللازمة لتطوير مستواه، ويرسل له -أحيانا- مقاطع فيديو للطفل وهو يحفظ القرآن، والنصائح الموجهة له حينها؛ حتى يعرف الوالدان أين هي مواقع الخلل، وما المطلوب منهم؟

وأذكر بمتن حديثي، الإعلامي الأخ صالح بن علي والذي يهتم منذ سنين طويلة بخدمة قطاع المتقاعدين بشكل فردي، منها تنظيمه لفعالية سنوية لتكريمهم وتقديرهم، وخدمته المستمرة لأصحاب المجالس العائلية والأهلية عبر المساعدة بتنظيم الفعاليات المختلفة بها، كما يشجع الشباب على أن يكون من روادها.

أتحدث أيضا عن الناشط السياسي والاجتماعي الأخ محمد المران، والذي لا يتوقف عن التواصل معي ومع غيري من الكتاب والمهتمين بالشأن المحلي والوطني، ملقيًا الضوء على مواضيع هي بصلب اهتمام الناس والبلد، مواضيع قد لا نلتفت إليها بسبب زحام الحياة، وكثرة مسئولياتها، لكنه يذكرنا بها.

هنالك آخرون كثيرون من أبناء البلد المخلصين، لا تسعفني مساحة المقال لأن أذكرهم، تجمعهم صفة السعي لعمل الخير، وخدمة الآخرين، دون أن ينتظرون مقابلا، فشكرا لهم، وإلى فجر جديد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية