العدد 3971
الخميس 29 أغسطس 2019
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
بين المنع والسماح
الخميس 29 أغسطس 2019

لا شك أن مسألة منع الشباب من المولات لها إيجابياتها وسلبياتها، ولعلنا أحياناً قد نميل إلى المنع أكثر، ليس حجراً على حرية الآخرين، لكن عندما تتدهور السلوكيات والأخلاق دون رادع، فإن هذا يعني أننا نستبقي هذا التدهور ونرسخ لمفهوم خاطئ عند هؤلاء الشباب ومن سيأتي بعدهم بمشروعية هذه التجاوزات.

نعم لا ينبغي تعميم سوء الخلق على الجميع، لأننا ندرك يقيناً أن هناك فئة من الشباب تتمتع باحترام وأدب عاليين، لكن ما هو البديل المتاح أمامنا؟ ولو أحببنا أن نتجاوز في كلامنا فإننا نقول للأسف لا يكفي لبعض الفئات المتهورة الفاسدة من الشباب المنع، بل لابد من الحجر عليهم.

هناك غالبية تبحث عن متنفس لها لا يعكره من تدهورت سلوكياتهم وأخلاقهم مما لا هدف لهم في الحياة كلها، فغيابهم أفضل من حضورهم.

هناك من يسيء ويعكر صفو هذه الأماكن، وهناك آخر يحسن التصرف ويحق له ممارسة حياته بحرية ولا ذنب له في ما يرتكبه صغار العقول، ويجب أن يقتصر المنع على من تلاحظ عليه مخالفات للأنظمة والأدب والأخلاق والذوق العام، ولابد من تطبيق الأنظمة والتعليمات بحق من يتم ضبطه.

الشباب جزء من كيان هذا المجتمع ويحق لهم التمتع والمشاركة بحرية طالما كانوا محافظين على سلوكياتهم ومتقيدين بالقوانين والمبادئ والقيم، ولابد من إيجاد الأنظمة والعقوبات التي تردع كل مخالف حتى نحد من تجاوزات قد تضر الفرد والمجتمع.

كلمة أخيرة، إن هذا المنع ليس بدعة، فقد سبقتنا إليه دول أخرى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .