+A
A-

مجموعة طلبة يعتدون على آخر عربي والمدير يرفض الاتصال بالإسعاف

استدعت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى شهود الإثبات وكذلك الطبيب الشرعي الذي فحص طالبا عربي الجنسية "16 عاما" عقب تعرضه لإصابات أثناء تواجده في مدرسة الشيخ عيسى بن علي الثانوية للبنين من قبل مجموعة من الطلبة لا تتجاوز أعمارهم 17 عاما، تم إحالة 4 منهم للمحاكمة بعدما أخلي سبيلهم بضمان مالي وقدره 100 دينار لكل منهم، إذ اعتدوا عليه بالضرب بكراسي خشبية وأيديهم ما تسبب له بإصابة في شبكية عينه اليمنى وأحدثت له عاهة مستديمة تقدر بنسبة 13%، ومن المقرر أن تكون الجلسة القادمة بتاريخ 10 يونيو الجاري.

وتقدم المجني عليه ووالده ووالدته بدعوى مدنية التمسوا في آخرها الحكم لهم بطلباتهم بعد إنزال أقصى عقوبة بحق الطلبة المتهمين؛ وذلك بأن تلزمهم بدفع مبلغ 1000 دينار له ولوالده ووالدته، كتعويض مبدئي عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بهم، مع احتفاظهم بحقهم في المطالبة بالمبلغ موضوع الدعوى وبباقي مبلغ التعويض أمام قاض مدني، وبإلزام المتهمين المدعى عليهم بالتضامن والتضامم بالرسوم والمصاريف ومقابل أتعاب المحاماة.

وبالتحقيق مع المجني عليه الطالب في الصف الثالث ثانوي ذكر أنه في يوم الخميس 22 نوفمبر 2018 الساعة 2:15 ظهرا كان متواجدا في المدرسة ونازل من السلم في وقت "الهده" فشعر بضربه في كتفه الأيمن ومؤخرة رأسه، وكانت الضربة بسيطة، فاعتقد أنها غير متعمدة، وعندما التفت نحو من ضربه تبين له أنه المتهم الأول، عندها قال له (بالراحة شوي شوي).

لكن المتهم دفعه بالقوة ما أدى لسقوطه أرضا، ومن ثم اعتدى عليه بالضرب بواسطة يده وأثناء ذلك صرخ المعتدي وطلب ممن حوله مساعدته في ضربه، ما دفع بمشاركة 3 طلاب آخرين لا يعرفهم بالاعتداء عليه بالضرب رفقة بالأول، وتعرض حينها لإصابات بسيطة.

إلا أنه وفي يوم الواقعة الموافق 25 نوفمبر 2018 الساعة 6:40 صباحا، كان متواجدا في الصف قبل بدء الطابور الصباحي، فحضر له المتهم الثاني ودعاه للخروج للتحدث معه، فرفض ذلك، ولم تمر سوى دقيقتين حتى فتح باب الصف ورأى المتهم الأول وخلفه عدد كبير يقدر بـ20 طالبا ومن ضمنهم المتهم الثاني والثالث، والبقية لم يستطيع التعرف عليهم.

وعندها بدءوا في ضربه بطرق مختلفة، إذ ضربه المتهم الأول بواسطة كرسي خشبي فحاول الابتعاد والهرب، إلا أن أحد الطلبة صعد فوق طاولة ونزل منها عبر لكمة على وجهه ومسكه من الخلف، ومن ثم تعرض لعدد كبير من اللكمات على رأسه وعينه وتم سحبه أرضا، واستمر الجناة في ضربه لمدة 3 دقائق بواسطة أيديهم وكراسي الطلاب الخشبية ذات القوائم الحديدية، حتى تمكن من الفرار من قبضتهم.

وتوجه المجني عليه مباشرة إلى غرفة المدير المساعد ومنها إلى غرفة المدير، إذ طلب من الأخير الاتصال بالإسعاف لمعالجته، إلا أنه رفض ذلك، فما كان منه إلا أن بوالده، والذي  حضر وطلب له سيارة الإسعاف، والتي تم من خلالها نقله للمستشفى لتلقي العلاج، مبينا أنه لم يكن في وعيه بتلك اللحظات ولكنه حتى وقت التحقيق معه لا يزال يشعر ويعاني من آلام وإصابات في وجهه وعينه اليمنى ورأسه.

وبشأن أدوار المتهمين المعلومين لديه أوضح المجني عليه أن المتهم الأول ضربه 3 ضربات بواسطة كرسي خشبي على الجزء الأيمن من وجهه وكتفه ومن ثم استمر بضربه بواسطة يده على وجهه، أما المتهمان الثاني والثالث فقد ضرباه عدة ضربات لا يستطيع حصرها بواسطة أيديهما على عينه اليمنى ووجهه.

من جهته قرر الطبيب الشرعي في تقريره أن المجني عليه يعاني من إصابة في العين اليمنى، إذ تعاني العين من انفصال شبكي جزئي في شبكية العين اليمنى وانخفاض بقوة إبصارها إلى 36/6، وهي على حالتها تعتبر عاهة مستديمة تقدر بحوالي 13%.

هذا وكانت أحالتهم النيابة العامة للمحاكمة على اعتبار أنهم في غضون شهر نوفمبر 2018، اعتدوا على سلامة جسم المجني علي وأحدثوا به الإصابات الموصوفة بالتقارير الطبية المرفقة والتي أفضت إلى تخلف عاهة مستديمة به بنسبة 13% في عينه اليمنى دون أن يقصدوا إحداثها.