تعد الغبقة أشهر مظاهر رمضان، خصوصا في منطقة الخليج العربي، وهي مشابهة لوجبة السحور، إلا أنها تتميز عنها بأنها مبكرة نوعا ما وتسبق أذان الفجر بساعات عدة، حيث يتناول الجموع ما لذ وطاب من بعد صلاة التراويح إلى منتصف الليل أو هكذا جُبِل العُرف على إقامة الغبقات في تلك الفترة الزمنية.
ونتجت مفردة غبقة من فعل (غَبَقَ) أي تناوله ليلا أو ما يُشرب ليلا أو ما يُحلب من الماشية ليلا وهو في أصل اللغة قد حدد الفعل والتوقيت وهو ما يتماشى جليا مع ما نقوم به في الغبقة من تناول المشروبات والمأكولات.
ومن أجمل ما يحدث في الغبقات الرمضانية التجمع الحادث على سفرة الطعام سواء في البيت الواحد أو حتى على صعيد اللقاء في مجالس النساء والرجال، ففكرة الغبقة تشعبت وأصبحت في مضمونها أكبر من تناول الطعام والشراب، ففي الغبقة النسائية تهتم السيدات بالثياب والزينة وتستطيع الغالبية استنتاج خط الموضة الحديث وأجمل اكسسوارات الشعر واليد وغيرها ويكثر التعارف والتودد وتنتج الصداقات.
الأمر قد يكون مختلفا نوعا ما في مجالس الرجال التي تعم بهم ويصبح التلاقي مجالا لزوال الخلافات إن وجدت والسؤال عن الصحة والأهل وفي كثير من الأحوال تعقد بعض الصفقات المهمة أو أنها تبدأ على أقل تقدير.
ومضة: كلما مضى العمر تستكشف حلاوة رمضان ومعاني الصيام والإحساس بالغير وتستكشف أمورا اجتماعية مهمة ينسجها بسلاسة شهر الصيام والقيام والعبادة والحب والمودة... فهنيئا لنا ولكم رمضان.