لطالما راهنت دوما على الإنسانية، فهي الرابح الأكبر في كل الجولات، فمهما بلغ المرء من قوة وبأس لابد أن يكون لإنسانيته وقع خاص في تكوين شخصيته، وقد بحثت في سير العظماء ومنهم سيد الخلق محمد الذي أجده فوق كل مثال للاحتذاء به وبإنسانيته دوما فقد كان صلى الله عليه وسلم مثالا في حسن الخلق والشعور بالآخر ورفض مرارا أن يدعو ربه بما قد يسيء لأعدائه رغم أنه على يقين بالاستجابة من الله عز وجل، فكان صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق خلقا وحلما وكرما وتأثرا.
وعلى النقيض فبعض عظماء التاريخ كما يشار لطخت أيديهم بدماء الأبرياء فوقعوا في فخ نصبوه لأنفسهم دون دراية فوهم الانتصار لا طعم له مع كل هذه الخسائر التي كانوا سببا فيها ولا خسارة أكبر من خسارة النفس البشرية.
هكذا هم البشر في التفاوت في أخلاقهم وإنسانيتهم، لكنني لمحت في كل أصيل قوي ذي بطش وسلطة إنسانية لا تقدر بثمن وعجبت من صغار النفوس ممن سلك طريق الأذى والمكيدة لغيرهم أو غرتهم دنياهم بما ملكوا، فما استقامت حياتهم حتى إن خيل لهم ذلك.
ومضة
تحية لكل إنسان عاش في الدنيا بسلام، اجتاز الرحلة دون أن يسبب أوجاعا لغيره، صبر على مبتغاه، علم أصل وجوده في الحياة ليعمرها ويعبد الخالق... سلام على من رحلوا وسلام على من بقوا بطيب أثرهم وحسن سمعتهم، سلام على من ابتغى الخلق نعم الحياة ورغم العيش وكف الناس شر لسانه ويده.