بالتأكيد، يتذكر العاملون في مجال الصحافة والإعلام الكثير من الركائز التي يوصي بها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، والتي تمثل أهدافا وطنية تقوم على معايير الأمانة والموضوعية، ولو عدنا إلى محفل سنوي مهم، وهو حفل توزيع جائزة “خليفة بن سلمان للصحافة” في مايو من العام الماضي 2018، سنجد تقدير سموه واضحًا وجليًا للطاقات البحرينية المتميزة على خارطة العمل الصحافي، والإسهامات والإنجازات المشرفة في المحافل الإقليمية والدولية التي عززت من سمعة ومكانة الصحافة الوطنية.
وفي كل مرة يتشرف فيها الإعلاميون والمفكرون والمثقفون بلقاء سمو رئيس الوزراء، تبرز جوانب مهمة يطرحها سموه كمنطلقات رئيسية في الخطاب الصحافي والإعلامي والثقافي، ذلك أن سموه يثمن مسؤولية حمل أمانة الكلمة وتنوير الرأي العام وخدمة المجتمع والحفاظ على أمن الوطن واستقراره، علاوةً على الدور الحيوي للصحافة كشريك للحكومة في القيام بمسؤولياتها من خلال إيصال صوت المواطنين وشؤونهم، وفي لقاء سموه الأخير مع رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية الصحافيين البحرينية، أعاد سموه التأكيد على هذا الدور، أي دور الصحافة في تنوير الرأي العام وتنمية الوعي والتعبير عن مختلف قضايا الوطن والمواطن في إطار من المسؤولية وأمانة الكلمة.
وكان لي شرف حضور ذلك اللقاء، فمن ناحية، جاء تقدير سموه لدور جمعية الصحافيين البحرينية في التعبير عن تطلعات أبناء المهنة، ومن ناحية أخرى، ترسيخ حرص الحكومة على دعم الجمعية ومساندتها في القيام برسالتها النبيلة، فهناك مسؤوليات كبيرة ملقاة على الصحافة الوطنية يلزم أن تقوم بها بصيغة أوسع مما كانت عليه في سابق سنواتها نظرًا لتحديات عديدة تمثل تحولات يجب قراءتها بشكل سليم، لهذا لفت سموه في اللقاء إلى أن التحديات الراهنة تتطلب وعيًا واستنارة والعمل كيد واحدة في خدمة أهدافنا الوطنية، وفي هذا دليل على الحرص الكبير من لدن سموه على حماية المجتمع وتقديم المصلحة العليا للوطن عبر التمسك بالمبادئ النبيلة للصحافة وجعلها واحدة من مرتكزات الإنجاز والتقدم.
إن الأهداف الوطنية للصحافة ما هي إلا منظومة من القيم والمشاركة البناءة، وكلما أسهمت الصحافة والكتاب والمثقفون والمفكرون في تقديم خطاب صحافي وإعلامي متزن وعميق، كلما انعكس ذلك على مسيرة النهضة الحضارية وحقق ما يتطلع إليه الوطن والمواطن في إطار من التنمية والاستقرار والتقدم.