نُكرر عبارات “بحسن نية” في الكثير من الأحيان، لكننا نروج دون علم إلى فِكر هادم من شأنه أن يُحبط اللاعبين والرياضيين.
عبارات تأتي في قالب أسألة تهكمية، نطرحها في مناسبة أو دون ذلك، وكأنها بسملة “ماذا أُعطي هذا المنتخب أو ذاك اللاعب؟ أين المكافآت وأين الحوافز؟
ودون وعي نُدمر اللاعبين من الناحية النفسية، ونهشم من قواهم الفكرية، ومع الأسف، لا يتبصر منا إلا قليل، فالصورة النمطية في المجتمع ترسم طريق النجاح معبدا بالزهور والدنانير.. دون كفاح أو تضحية!
بينما الواقع مختلف كليًا، فالرياضي الناجح عليه أن ينحت في الصخر بمعول الصبر والاجتهاد قبل أن يصل إلى مبتغاه، وقد يجلد ذاته في الكثير من الأوقات حتى يرضي شغفه وطموحه الشخصي وبعد ذلك طموح ناديه ووطنه، فلا يأس من الفشل ولا إحباط عندما تخيب الآمال.. بل المحاولة تلو المحاولة حتى النجاح والتألق.
وإلى رياضيينا الأعزاء في المنتخبات الوطنية والأندية المحلية، أتمنى عليهم أن يعوا هذه الحقيقة جيدًا إن أرادوا النجاح في ميادينهم، عليهم أن يضعوا التقدير آخر همهم، فلن يأتيهم زاحفا على بطنه!
على لاعبينا أن يفرضوا أنفسهم فرضا على المسؤولين وأصحاب القرار، من خلال نتائجهم المشرفة وعروضهم المبهرة.
على كل لاعب ورياضي أن يتساءل قبل أن يطالب بالحصول على تقدير يرضيه، كيف يصبح مؤثرًا في فريقه، وكيف يكون الخيار الأول، وكيف يكون الأفضل، عليه أن يفكر بشكل مستمر في عملية تطوير إمكاناته وقدراته، متجاهلًا كل من يشتت ذهنه بكلام يحبطه تارة وينفخ في نرجسيته تارة أخرى!
ما أقوله ليس حبرًا على ورق، إنما هو واقع موجود في قصص أكثر الشخصيات الرياضية نجاحا في العالم، ولكم في كريستيانو رونالدو وميسي خير برهان!