احتفلت البحرين قبل أيام بذكرى يوم الشهيد البحريني، الذي أقره جلالة الملك حفظه الله ورعاه، وكان توافق يوم الشهيد مع أفراح اليوم الوطني للدلالة على أن أفراحنا لن تنسينا شهداءنا، فهم حاضرون في قلوبنا في أعز المناسبات علينا رغم غيابهم.

تخصيص يوم للشهداء مبادرة إنسانية من قائد حكيم، نكرم فيه من مات مضحياً بحياته فداء للوطن، كما أن به الكثير من الاحترام والتبجيل، نغرس خلاله في نفوس الشباب والأطفال حب الشهادة وتمنيها، ونجعلهم يُفكرون في أن يكونوا شجعاناً مثل الشهيد الذي لم يكترث لمغريات الحياة، إنما اختار رضى الله تعالى واستجاب لنداء الشهادة.

ورغم غياب شهدائنا إلا أنهم حاضرون بذكراهم واستحضار أمجادهم وتكريم ذويهم، والحديث عن تضحيات أبناء الوطن نصرةً للحق، يعجز عنه القلم، فلولاهم ما ارتفعت راية الأوطان وانتصر الحق والعدل على الباطل والظلم، فرسالة الشهيد تحمل في طياتها كل معاني الشرف والإباء، وتضرب أروع الأمثلة في التضحية، لهذا جاءت الكثير من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تُمجد الشهيد وتعلي من مكانته. قال تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

لن ننساهم وسيبقون جزءا من ذاكرة الوطن، حيث ارتفعت أرواحهم ليحيا الوطن، وبفضل الله ثم مواقفهم وتضحياتهم استطعنا العيش في أمن وأمان، مشاهد تختزل تضحيات في أبهى صورها، قدموا أنفسهم وأرواحهم لصون أرواحنا وممتلكاتنا.

الاحتفاء بذكرى شهداء الوطن أقل ما يمكن أن نقدمه كرد لبطولاتهم وعطاءاتهم في سبيل حمايتنا وحماية أمننا واستقرار الوطن.

نتقدم بخالص العزاء إلى شعب البحرين وأهالي الشهداء، وكل منسوبي وزارة الداخلية بقيادة وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، ولا يسعنا سوى الدعاء لشهدائنا الأبطال ومعهم شهداء الأمة العربية كافة، أن يرحمهم الله بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، كما ندعوا لأبنائنا المناضلين داخل وخارج الحدود أن يحفظهم الله لبلادهم وأهلهم وذويهم، وأن يسدد رميهم وينصرهم على أعدائهم نصرا عاجلا.