+A
A-

نادي البحرين للسينما يفتتح مسابقته بدورتها الثانية

برعايةٍ  كريمة من سعادة الشيخه هلا بنت محمد آل خليفة انطلق مساء الأحد الماضي حفل افتتاح مسابقة نادي البحرين للسينما بدورتها الثانية، و ذلك في قاعة سينما مجمع الواحة بالجفير.

و ألقى نادر المسقطي، نائب رئيس مجلس إدارة نادي البحرين للسينما كلمةً أشاد فيها بدور مسابقة نادي البحرين للسينما الذي سوف يحتفل بعد عامين بالذكرى الأربعين لتأسيسه ، ولم يعتبر نفسه مكاناً لمشاهدة الأفلام فقط و إنما مشجعاً للإنتاج السينمائي في البحرين.

و عن هذه الدورة، قال أنها تكتسب أهمية خاصة لأنها الثانية على التوالي آملاً أن يشكل ذلك التزاماً للنادي عبر إقامتها في الأعوام التالية، خصوصاً أن هذه الدورة لم تقتصر على حيازتها إعجاباً من المخرجين البحرينيين فقط، وإنما حصلت على إقبال مخرجين من دول شقيقه مثل المملكة العربية السعودية والكويت ومصر.

وصرح المسقطي بقرار زيادة القيمة المادية لجوائز المسابقة من ميزانية النادي، وذلك بهدف أن تغطي جزءاً و لو كان يسيراً من تكلفة الأفلام القادمة لهؤلاء المخرجين لتستمر وتيرة الإنتاج، و يبقى الحماس لمشاركتهم بمسابقات أخرى.

و شكر نادر المسقطي رعاة المسابقة المتمثلين في إدارة الثقافة و الفنون بهيئة البحرين للثقافة و الآثار وسفارة الولايات المتحدة في مملكة البحرين، كما شكر محمد إبراهيم مدير المسابقة و منصورة الجمري الصحفية و الناقدة السينمائية الذين بذلا جهداً لتظهر المسابقة بالمستوى المطلوب، وكان الشكر موصولاً للجنة التحكيم التي يرأسها المسقطي و تضم الفنانة مريم زيمان و المخرج يوسف الكوهجي.

و قد تم عرض فيلم " مسافر" الذي هو من بطولة الفنانة صبا مبارك واﻟﻄﻔﻠﺔ روان ﺳﻜﺎف وﺑﺎﻗﻲ ﻓﺮﻳﻖ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ في اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻻﺟﺌين ﺳﻮرﻳين ﺣﻘﻴﻘﻴين ويمثلون للمرة الأولى، و يحكي الفلم حياة اللاجئين الصعبة.

عن الفيلم

و قد تم عرض فيلم الإفتتاح بعنوان " مسافر " للمخرجة أﻧﺪاش ﻫﺎزﻳﻨﺪار أوﻏﻠﻮ و بطولة النجمة صبا مبارك و الذي تم انتاجه عام 2017 بين تركيا و الأردن، ﻳﺘﺘﺒﻊ اﻟﻔﻴﻠﻢ رﺣﻠﺔ ﻟﻴﻨﺎ وﻣﺮﻳﻢ أﺛﻨﺎء ﻫﺮﺑﻬما ﻣﻦ اﻟﺤﺮب في  ﺳﻮرﻳﺎ، ﻟﻴﻨﺎ ﻓﺘﺎة في اﻟﻌﺎشرة ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﻓﻘﺪت ﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ في اﻟﺤﺮب، واﺿﻄﺮت إلى أن ﺗﺒﺪأ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ إلى ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﻊ ﺷﻘﻴﻘﺘﻬﺎ اﻟﺮﺿﻴﻌﺔ وﺟﺎرﺗﻬﻢ ﻣﺮﻳﻢ، ﺑﺼﺤﺒﺔ ﻻﺟﺌين آﺧﺮﻳﻦ، ﻟﻴﻨﺎ ﺗﺮﻏﺐ في اﻟﻌﻮدة إلى اﻟﻮﻃﻦ، ﺑﻴﻨما ﺗﺄﻣﻞ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻮﺻﻮل إلى أوروﺑﺎ. ﻣﺮﻳﻢ وﻟﻴﻨﺎ ﺗﺤﺎوﻻن اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋن اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻬﻬﻦ في ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺒيرة في ﺑﻠﺪ ﻏﺮﻳﺐ،واﻟﻔﻴﻠﻢ يمكننا من رؤﻳﺔ أﻓﻀﻞ لمشاعر اﻟﻼﺟﺌين اﻟﺴﻮرﻳين واﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻘاسي اﻟﺬي ﻳﻮاﺟﻬﻮﻧﻪ ﻛﻞ ﻳﻮم.

و قد حاز الفيلم على عدة جوائز كان منها فوزه بجائزة الجمهور في مهرجان أنطاليا السينمائي بتركيا، جائزة أفضل فيلم روائي و جائزة أفضل ممثلة للنجمة صبا مبارك في مهرجان طريق الحرير السينمائي بإيرلندا، أفضل فيلم روائي طويل و أفضل مونتاج للمونتير أحمد حافظ في مهرجان البوسفور السينمائي و كذلك مهرجان الفيلم العربي في كوريا، كما حصل مشروع الفيلم على دعم من وزارة الثقافة و السياحة التركية.

و قالت الفنانة صبا مبارك عن الفيلم "  انه ﻳﻨﺎﻗﺶ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻼﺟﺌين اﻟﺴﻮرﻳين ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ في  ﺗﺮﻛﻴﺎ، وﻟﻜﻦ في ﻛﻞ ﻣﻜﺎن، وﻫﻲ المشكلة ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي، الأهم في اﻟﻌﺎلم ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻫﺆﻻء اللاجئين الذين ﻫﺠﺮوا ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﺗﺤﺖ اﻟﻘﺼﻒ واﻟﻈﺮوف اﻟﺼﻌﺒﺔ، ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺮك ﺟﺜﺚ أﻃﻔﺎﻟﻪ وﻋبر اﻟﺤﺪود وﻗﻀﻮا  الليالي في ﻣﺨﻴمات اﻟﻼﺟﺌين، وﻧﺎدرا ما يلقون تعاملاً جيداً في الدول الأوروبية التي يذهبون إليها."

يذكر أن صبا مبارك كانت قد فازت بعدة جوائز سابقاً  ﺣﻴﺚ ﻧﺎﻟﺖ ﺟﺎﺋﺰة ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﰲ ﻣﻬﺮﺟﺎن المسرح اﻟﻌﺮبي، أﻓﻀﻞ ﻣﻤﺜﻠة في مهرجان الشرق اﻷوﺳﻂ ﺑﺈﻳﻄﺎﻟﻴﺎ،  وﺟﺎﺋﺰة دبي ﻟﻠﺪراﻣﺎ ﻋﻦ ٢٠١٠ و٢٠٠٩أﻓﻀﻞ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﰲ اﻷردن ﻟﻌﺎﻣﻲ .٢٠١٢ﻣﺴﻠﺴﻞ ﺑﻠﻘﻴﺲ، وأﻓﻀﻞ ﻣﻤﺜﻠﺔ أردﻧﻴﺔ في ﺟﻮاﺋﺰ ﺗﺎﻳكي اﻷردن.

كما صرحت مخرجة الفيلم أنداش هازيندار أوغلو"ﻗﺼﺔ ﻣﺴﺎﻓﺮ: ﺣﻠﺐ – اﺳﻄﻨﺒﻮل غيرت ﺣﻴﺎتي ّﻟﻘﺪ كتبت ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ اﻟﻔﻴﻠﻢ وأنا  ﻣﺘﺄﺛﺮة ﺑﺎﻟﺤﺮب في ﺳﻮرﻳﺎ وﻟﻜﻨﻨﻲ لم أﻛﺘﺐ ﻋﻦ اﻟﺤﺮب ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻟﻘﺪ اخترت أن ﺗﻜﻮن اﻟﻘﺼﺔ ﺣﻮل ﺗﺄﺛيرﻫﺎ ﻋلى اﻟﻨﺎس وﻋﻮاﻗﺒﻬﺎ اﻟﻮﺧﻴﻤﺔ؛ ﻟﻘﺪ ﻋﺸﺖ ﺑﻨﻔسي ﺣﻴﺎة اﻟﻼﺟﺌين ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﻜﺎﻳﺎت ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ أﻛثر ﻣﻦ ٥٠٠ﻋﺎﺋﻠﺔ وﺑﺎﻷﺧﺺ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺪات واﻷﻃﻔﺎل. ﻗﻀﻴﺖ آﺧﺮ ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ في اﻟﺼﻔﻮف اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﻣﻌﻬﻢ أﺳﻤﻊ ﻗﺼﺼﻬﻢ، وﺷﻬﺪت ﻣﺒﺎشرة ﺑﻌﺾ المحن المرعبة اﻟﺘﻲ ﻋﺎﻳﺸﻬﺎ اﻟﻼﺟﺌﻮن اﻟﺴﻮرﻳﻮن،   وﺑﻌﺪﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪت اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺤﺮب وﺣﻴﺎة اﻟﻼﺟﺌين أﺻﺒﺢ ﺣﺘما عليَ أن أﺻﺒﺢ ﺟﺰﺋﺎّ ﻣﻨﻪ، وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ للمشروع ﻣﻜﺎﻧﺔ وﻗﺪر ﻛﺒيرﻳﻦ ﻟﺪي. ولقد أﺻﺒﺢ ﻟﺪي إيمان ﻋﻤﻴﻖ ﺑﺪوري في اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ بالمسؤولية الرئيسية ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺗﺠﺎه اﻟﻼﺟﺌين؛ وفيﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﻛﻤﻨﺘﺠﺔ وﻣﺨﺮﺟﺔ، أﻧﺎ ﻣﺆﻣﻨﺔ أن اﻷﻓﻼم ﺳﻮف ﺗﻌﻄﻲ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻗﺪر ﻋالي ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻲ ﻛما ﺧﻀﺖ بنفسي اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ"