+A
A-

ماستركارد: "الشمول المالي" خطوة جادة نحو تمكين المرأة

في الوقت الذي يدير فيه النظام المالي العالمي أصولاً مالية بقيمة 300 تريليون دولار، يبقى تمثيل المرأة في القطاع المالي مهمشاً مع وجود فجوة كبيرة بين الجنسين بنسبة 7% في الشمول المالي العالمي، وفقاً لبيانات البنك الدولي لعام 2018.

وتشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) أكبر فجوة بين الجنسين في القطاع المالي، مع قدرة 35% من النساء فقط على فتح حسابات مصرفية مقارنة مع 52% من الرجال.

وبحسب تقرير صادر عن معهد التمويل الدولي، فإن التقديرات العملية تشير إلى أن توفير القدرة للوصول إلى التمويل في منطقة الشرق الأوسط من شأنه أن يضيف نحو 0.4 إلى 1% سنوياً إلى نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، حيث إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تزال تحتاج إلى إحداث المزيد من التحسينات في مجال "الشمول المالي".

وأظهر التقرير أن أقل من نصف السكان البالغين في المنطقة لديهم حسابات في مؤسسة مالية، مقارنة مع أكثر من 60% في الاقتصادات النامية والناشئة بشكل عام، في حين تبلغ النسبة بين النساء نحو 35% فقط.

من جهتها، قالت آن كيرنز، نائب رئيس مجلس الإدارة لدى ماستركارد، "قد يجد الكثيرون في هذه الأرقام تحدياً، إلا أنني أجدها تحمل فرصاً كبيرة نحو دمج المرأة في القطاع المصرفي. "يمكننا العمل معاً لتعزيز اندماج المرأة في القطاع المالي، وهناك مجال كبير لتحقيق هذا الهدف".

وأضافت آن كيرنز على هامش قمة التحالف المصرفي العالمي للمرأة التي عقدت مؤخراً في الأردن - البحر الميت - "بالرغم من أن الفجوة بين الرجال والنساء في الشرق الأوسط هي الأكبر في العالم، إلا أن هناك فرصاً تجارية قوية من تمثيل النساء في القطاع المالي بالشرق الأوسط. نحن بحاجة إلى تمكين النساء من أجل تمكين العالم. نحن بحاجة للقضاء على جميع الحواجز والتمييز ضد المرأة التي تحول دون وصول النساء للنظام الائتماني ".

وفي هذا السياق، قالت نائب رئيس مجلس الإدارة لدى ماستركارد، إن "الشركة تعد حالياً برامج مخصصة لتمكين المرأة لأننا ندرك أهمية التركيز على تنمية اقتصاد تقوده النساء". وأضافت "عندما يتعلق الأمر بتمكين المرأة فإننا هنا في ماستركارد نحرص على توفير فرص متكافئة لموظفينا. حيث إن 40% من الموظفين نساء و30% منهن في مناصب قيادية".

وشاركت كيرنز في حلقة نقاش مع إنيز موراي، الرئيس التنفيذي في التحالف المصرفي العالمي للمرأة، لمناقشة العوائق التي تؤثر على مساهمة المرأة ولاستكشاف الفرص المتاحة بهدف تسريع النمو الاقتصادي المستدام من خلال إدماج المرأة "ساهمت التكنولوجيا المالية أو ما يعرف بـ"فينتك" في ربط وإشراك المرأة في القطاع المصرفي من جهة وتوفير قاعدة عملاء تستطيع التواصل فيما بينها والاستفادة من التجارب والخبرات السابقة.

ورغم ضعف تمثيل المرأة في القطاع المصرفي، إلا أن تقريرا صادرا عن "قمة التحالف المصرفي العالمي للمرأة كشف عن ارتفاع متوسط حصة القروض للنساء بنسبة 3% خلال العام الحالي وزيادة ودائع النساء بـ7% مقارنة مع العام الماضي، وهو ما يظهر جدوى اقتصادية لدمج المرأة في قطاع الأعمال.

ويسلط التقرير الضوء على أن تمثيل المرأة في البنوك يبقى ضعيفاً على مستوى العالم من حيث الأرقام والحجم الإجمالي، حيث تبلغ نسبة العملاء من النساء 36% ويشكلن 23% من إجمالي القروض و31% من إجمالي الودائع.

وعلقت آن كيرنر على التقرير بقولها "لاتزال المرأة ممثلة بشكل غير متكافئ مع الرجل إلى حد كبير عنما يتعلق الأمر بنصيب إجمالي العملاء، حافظة الائتمان والودائع في مختلف القطاعات والمناطق الجغرافية، وهو ما يمكنه خلق فرص لنمو قوي في حال استُغل بالشكل الصحيح لمقدمي الخدمات المالية. وعلى الرغم من أن النساء يمثلن حوالي نصف إجمالي عدد موظفي البنوك، في المتوسط، لا يزال هناك نقص كبير في تمثيل المرأة في الإدارة المتوسطة إلى العليا، وخاصة على مستوى مجلس الإدارة ومناصب قيادية أخرى".

وقد صمم برنامج "حلولكِ الخاصة من ماستركارد" بهدف خدمة المرأة وتمكينها من الناحية المالية، والذي تم تطويره خصيصاً ليلبي متطلبات المرأة ويستجيب لمختلف احتياجاتها، وذلك بعد بحث ومناقشة تلك المتطلبات مع حوالي 20,000 امرأة من 18 دولة حول العالم يحصلن على الخدمات المصرفية. ويتيح البرنامج الجديد لماستركارد العمل بالتعاون مع الجهات المصدرة لبطاقات ماستركارد لإيجاد حلول تستهدف قطاعات محددة بما في ذلك رائدات الأعمال، والموظفات اللاتي يعملن بدوامٍ جزئي/مؤقت، والمستهلكين من كافة المستويات الاجتماعية، كما يساعد البرنامج النساء على دفع النمو الاقتصادي لأنفسهن وأسرهن ومجتمعاتهن.

وأوضحت كيرنز أن "ماستركارد تتميز بمسيرتها الحافلة في التفاعل مع المرأة وتمكينها حول العالم، وبرنامج "حلولكِ الخاصة من ماستركارد" هو ثمرة جديدة لالتزامنا العالمي، وحرصنا على توفير الحلول التي من شأنها أن تعالج بفعالية احتياجات المرأة الأساسية من خلال تمكينها مالياً وحمايتها وعائلاتها ومكافأتها على ولائها ومساعدتها على رد الجميل لمجتمعها، وتقديم الدعم والمساعدة للآخرين".

يشار إلى أن ماستركارد فازت بجائزة التميز في قمة التحالف المصرفي العالمي للمرأة لعام 2018 بالأردن، وذلك تقديراً لالتزامها بتمكين المرأة من الناحية الاقتصادية، وعقب الإطلاق الناجح لبرنامج "حلولكِ الخاصة من ماستركارد".