يبدو أن بعض الموظفين في مركز انجنير الصحي بحاجة إلى تركيز خاص في الاهتمام بحياة الناس، وأن يكون دورهم إيجابيا وفعالا وليس سلبيا متخلفا، وأن يضعوا في اعتبارهم أن الدولة كفلت الرعاية الصحية للمواطنين وفق رؤية واضحة ولا مجال “للتحذلق” والتحدث بالإشارات والأهواء الشخصية والتصرفات غير المنطقية، فشخصيا كدت أفقد ابنتي “19 عاما” في هذا المركز جراء انعدام روح المسؤولية والتقييم الصحيح للحالات المرضية وإتقان العمل، ففي تمام الساعة الرابعة وخمسين دقيقة من فجر الاثنين 30 يوليو “طارت” زوجتي بابنتي إلى المركز بعد إصابتها بنزلة معوية حادة جعلتها تتقيأ باستمرار دون توقف ورعشة بالجسد وأعراض أخرى لا يمكن لأي بشر أن يتحملها، موظف الاستقبال حولها بسرعة إلى الممرض المختص بالتقييم، واعتقدت زوجتي أن الأمر انتهى وسرعان ما سيتم إدخالها على الطبيب، لكن أخبرها الممرض أن وقت دخولها على الطبيب سيكون عند الساعة السابعة صباحا، تخيلوا ذلك، وعندما أصرت زوجتي على إدخال ابنتي على الطبيب قال لها... اذهبي وإذا وافق سندخلها، لكن المصيبة الثانية عدم تواجد الطبيبين في غرفتيهما، أين ذهبا... الله العالم، مع أن المركز كان شبه خال من المرضى باستثناء شخصين.
ولمزيد من الاستفسار، ذهبت زوجتي إلى إحدى الموظفات وألحت عليها بضرورة إدخال البنت على الطبيب، فأجابتها بالحرف “إنه قرار وزاري”، أي أن البنت تموت من آلام المعدة وتحتضر لا قدر الله ومن ثم يقرر الممرض المختص بالتقييم إدخالها على الطبيب من عدمه، ولا أعرف ما حقيقة القرار الوزاري الذي يمنع مريضا يبتلع أمواس الآلام والأوجاع من الدخول على الطبيب، خصوصا أن المركز كان خاليا، وليس هناك أي ضغط من المرضى أو ما شابه ذلك، ولاسيما أن الحالة كانت تستدعي العجلة فورا.
بعد هذا السلوك الجديد من قبل الموظفين في المركز خرجت زوجتي مع ابنتي في وضع لا يحتاج إلى شرح وتوجهت إلى أقرب عيادة خاصة، وعلى الفور تم تركيب “السيلان” عليها نظرا للإعياء الشديد الذي تعرضت له.
لقد وجه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه في شهر أغسطس من العام الماضي وزارة الصحة إلى التعجيل في المواعيد التي تعطى للمرضى سواء للعيادات أو الفحص أو غيرها وتوفير الأجهزة والمعدات والكوادر المتخصصة التي تكفل تقليص فترات انتظار مواعيد المراجعة والفحوصات الطبية، وهذا يجعلني أتساءل كمواطن... أي نوع من التقصير الذي يحدث في مركز انجنير؟.