من البديهي أن كل بلد في العالم له ما يميزه من معالم تاريخية دون غيره، ومن بين ما تميزت واشتهرت به البحرين والعاصمة المنامة تحديدا هو كثرة مطاعمها الشعبية التي لا يكاد يخلو منها أي شارع أو زقاق في أي حي شعبي من أحيائها الشعبية والأسواق القديمة، فتجذبك لذة الطعام البحريني من محلات الكباب والتكة والباجة والدجاج والسمك.

ويعكس تنوع المطاعم في المنامة صفتها العالمية، حيث لا تقتصر المطاعم على تلك البحرينية والخليجية فحسب فهناك المطاعم الهندية والباكستانية والهندية والعراقية وغيرها، ويلاحظ تمتع كل مطعم بطابع خاص يعبر عن البلد الذي ينتمي إليه، وهنا نجد مطعم “مندلي” سلطان الكباب البحريني منذ القدم.

بقلب سوق المنامة القديم لصاحبه المرحوم حاج محمد علي جهرمي ويشاركه أخيه حسين جهرمي والذي أنشئ منذ أكثر من 70 عاما حيث كانت البداية في مطعم بالقرب من سوق الحلوى وبعدها انتقل مقره ليكون بالقرب من وسط السوق، ومن بعدها الاستقرار منذ نحو 40 عاماً بالمقر الحالي خلف فندق صحاري وبالقرب من مجمع دلمون. ولعل الكثيرين لا يعرفون سر اسم مندلي وهو الاسم المركب لعم مؤسس المطعم المرحوم محمد علي الذي كان البعض يستصعب لفظ اسمه كاملا، وتم اختصار كلمة محمد إلى “مند” وكلمة علي إلى “لي” لتكون بعد ذلك “مندلي”، والتي كانت سبباً جميلاً في شهرة المطعم داخل وخارج البحرين منذ القدم، وتم استخدام الاسم في العديد من المسلسلات التراثية الخليجية وحتى الآن.

من المزايا الرائعة لتناول كباب مندلي، أن للمطعم تنورا خاصا للخبز، تخبز العجينة وتقدم ساخنة، وإلى جوارها البقوليات التقليدية، الى جانب المشروبات الغازية والسلطة وبالطبع الليمون بجو المطعم العتيق، الذي يخلق عند الزبائن مزيجاً جميلا للحنين للبساطة والطعام اللذيذ بالرغم من الصعوبات في الحصول على مواقف للسيارات وسط سوق مزدحم دائما، خصوصا والمطعم يفتح أبوابه لوجبات الغداء أيضا.