+A
A-

الصبّاغ: المترافعين ذرفوا الدموع لقصتهما الحزينة عقب عناق الشقيقين شوقًا

تسبب شاب وشقيقته في استدرار دموع المترافعين بعد أن تعانقا وبكيا تعبيرًا عن شوقهما لبعضهما بعد معاناة وفراق استمر لنحو 8 أشهر، إذ أصبح الشاب مشردًا وشقيقته باتت تتنقل من بيت أحد أقربائهما إلى قريب آخر؛ وذلك بعد أن شتت شملهم رفض والدهما ضم حضانتهما إليه فعليًا.

بهذه الكلمات عبّرت المحامية ابتسام الصبّاغ عن مأساة موكليها، وهما شاب لم يتعد عمره 17 عامًا، وأخته التي لم تتجاوز 14 عامًا، طلّق والدهما أمهما، فبقيا في رعاية أمهما التي تزوجت وكبرا سنة تلو السنة، لكن مصاريفهما ومسؤولياتهما زادت، الأمر الذي جعل الأم تطالب بزيادة نفقتهما من أبيهما الخليجي، والميسور الحال، فهو متقاعد من إحدى الوزارات الحكومية ويملك عملاً خاصًا به.

وقالت المحامية ابتسام الصبّاغ إن الأم وزوجها الخليجي (الحالي) تحمّلا معًا مسؤولية العناية بالولدين لعدة سنوات، غير أنه وقبل قرابة سنة واحدة صارحها زوجها بأهمية أن يتولى والد الشابين أمرهما، فهو المسؤول الأول عنهما قانونًا وشرعًا، فلم تجد الزوجة بدًا من موافقته، فالدنيا حياةٌ وموت، وهما لن يبقيا صبيين إلى الأبد، على حد تعبيرها.

وتابعت قائلةً: "عندما طالبت الأم طليقها بزيادة نفقة الولدين، طلب الأخير أن يضم حضانة الولدين إليه، وكان له ذلك فعلاً، ولكن المفاجأة أن الوالد كان يرفض تسلّمهما بالرغم من أنه هو من طلب ذلك أمام المحكمة، فما كان من الولدين إلا أن رجعا إلى والدتهما، حتى وصل الأمر إلى توقيف طليقها مرتين بقرار قاضي التنفيذ".

وأضافت أنه بعد ذلك، تسلمهما والدهما مكرهًا في مركز الشرطة، وبعد خروجه منه، قال للابن لقد تسلمتك، والآن اذهب أينما تريد فليس لك مكان في منزلي، بينما اصطحب معه ابنته إلى المنزل ولمدة شهر واحد فقط، وطردها بعد ذلك من المنزل، مما جعل من البنت ضيفةً تتنقل بين بيوت عمّاتها وأعمامها لمدة تصل إلى 7 أشهر.

ونبّهت إلى أن الشاب بقيَ شبه مشرد، ومشتتًا بين بيوت الأقرباء والمعارف إلى أن ضمّته دارٌ للإيواء، ولم يرَ شقيقته طوال تلك الفترة، وحتى والدته، فما كان من والدتهما إلا أن قررت مساعدتهما بقدر المستطاع بعدما شقّ عليها حال ابنيها، فاتخذت خطوة العمل على مقاضاة طليقها.

ولفتت إلى أن الأم لجأت إليها وبرفقتها ابنها، إذ تقدمت ضد طليق الأم بصفتها وكيلةً عن أبنائه، وطالبت بصفةٍ مستعجلةٍ بتمكين المدعين من دخول مسكن والدهما، وبإلزام المدعى عليه بصفة مستعجلة بتخصيص جزء من المسكن لولديه، وبإلزامه أيضًا بصفةٍ مستعجلة بسداد نفقة الأبناء شهريًا وكسوتهما مرتين في السنة ومثلها قرطاسية مرتين في السنة تقسم بينهما بالتساوي.

وبالفعل قبلت المحكمة الصغرى الشرعية الثالثة، وفي جلسة النظر الأولى للدعوى، هذه الطلبات المستعجلة؛ وذلك لتلمسها مأساة الشقيقين.

وأفادت الصبّاغ بأن هذه التجربة كانت مريرة للأخ وأخته، فعلى الرغم من علاقاتهما الجيدة مع والدهما فيما مضى حيث كانا يلتقيانه في بيت جدهما، ووثاقة العلاقة مع الأعمام والعمات، إلا أن حالة عدم الاستقرار أثرت عليهما نفسيًا، وجعلتهما متعثرَين في الدراسة؛ بعدما كانا من المتفوقين والمتميزين فيها.