وقع قبل أيام تفجير في منطقة الديه، وأصيب على إثره خمسة من رجال الشرطة، كانوا يقومون بواجبهم الوطني في تأمين العزاء، هاهي الدماء تنزف من جديد، مازالوا بكل جرأة ينصبون الأفخاخ، أعمال إجرامية يحترفها من رخصت وطنيته وتم إغواؤه ضد مصلحة بلاده، يؤسفنا أن نرى بيننا مثل هذه العقول المتخلفة والقلوب المتحجرة التي سخرت جل وقتها لهدم الوطن، أصبح شغلها الشاغل تدمير منجزاته ومكتسباته تحقيقا لمبتغاها.
إن جهود وزارة الداخلية لا ينكرها إلا جاحد، البحرين من أصغر دول العالم وفي إزائها أميركا “أكبر دولة”، دولتان نال الإرهاب منهما في الوقت نفسه رغم الأخذ بالأسباب الأمنية، إن حادثة الديه معزولة ولا تُنقص من جهود الداخلية شيئا، في سياق كشف وإفشال عشرات غيرها.

إن عامل الهدم من الداخل وفك الارتباط مع الرؤوس المدبرة ضروري في هذه الظروف، فلابد من البحث عن القلم القادر على سبر غور جذور الانحراف الفكري عند هؤلاء ليبدأ دك البيت من الداخل.
إن نجاح محاولة من قبل الإرهابيين لا يعني فشل الأجهزة الأمنية، بدليل ما حصل في لاس فيغاس بأميركا التي تعد أكبر دولة بأدواتها وتقنياتها في محاربة ومتابعة الإرهاب، ولا يصدق عليها مفهوم الفشل لمجرد إخفاقها في احتواء حادثة هنا أو هناك.
نشكر وزارة الداخلية وجميع العاملين فيها، وعلى رأسهم الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله، على جهودهم الحثيثة وقدرتهم المتقنة في السيطرة على هذه الفئة المأجورة بحكمة لحفظ أمننا واستقرارنا.